Google Plus

الخميس، 29 يناير 2015

ديان دوات فاير امرأة تعلم الجميع فن كتابة الرواية..

ديان دوات فاير 
 امرأة تعلم الجميع فن كتابة الرواية.. 
 هناء محمد الهاشمي
كتاب مهم ذلك الذي وضعته الكاتبة "ديان دوات فاير" فهو يفيد الكاتب ويرضي فضول القارئ الذي يبحث عن معرفة أسرار " فن كتابة الرواية" . بدأت ديان دوات فاير الكتابة منذ سن الطفولة، وهي كاتبة روائية معروفة ولها في فن الرواية باع طويل وقد ترجمت رواياتها إلى لغات عديدة ونشرت إلى جانب ذلك العديد من القصائد والمقالات والقصص القصيرة والمسرحيات وكتب الاطفال، وتجربتها في هذا المجال تنطوي على أهمية خاصة فهي منذ أكثر من ربع قرن تشرف على تدريس فنون الكتابة في المعاهد والجامعات مما أكسبها دراية واسعة بحاجة الموهوبين وعشاق فن الكتابة إلى دليل عملي يفتح الطريق أمامهم لولوج عالم كتابة الرواية بثقة واقتدار حيث يعالج كتاب" فن كتابة الرواية" بشكل مبسط ومباشر الأدوات الفنية لهذه الصنعة والكثير من المعلومات التي تضمنها الكتاب تنطبق على أي عمل روائي متكامل.‏
ويتضمن الكتاب محاضرات كانت قد ألقتها " فاير" على روائيين طموحين في مؤتمرات مختلفة للكتّاب وقد أعقبت تلك الاحاديث اسئلة ومناقشات ساعدتها في تشخيص ومعالجة معظم المشاكل التي يواجهها الكاتب الجديد. ليس لأي فصل من فصول الكتاب ان يعزل عن الآخر لأن صنعة الرواية تستدعي كثيراً من التداخل في الأفكار .. فالتشخيص مثلاً يناقش في فصول: الفكرة ، وجهة النظر، التصميم، الحوار، البناء الروائي وميكانيك التطوير بالإضافة إلى الفصل المعقود للتشخيص نفسه،" هذا هو الشكل الذي أردته للكتاب ولا شكل سواه.. فالطاقة المبدعة لايمكن تجزئتها إلى اقسام جامدة".. هكذا ترى الكاتبة القضية التي يتصدى لها كتابها وتضيف:‏
" ان فكرة الفن هي فكرة الحياة نفسها والرواية هي قصة حول اشخاص معينين فالكاتب الروائي على حد تعبيرها يخلق شخوصاً خياليين ثم يدخلهم في مواقف درامية يختارها هو لمقاصد يحددها بوعي تام ومع ذلك الوضوح الذي تصفه " فاير " فهي تحذر أيضاً من محاولة كتابة رواية عن حياة الكاتب المثيرة، فهنا يكمن خطر الحصول على وقائع أكثر وخيال أقل..‏
.. ان الكثير من الروايات الأولى كانت إلى درجة معينة عبارة عن سيرة ذاتية وعلى الكاتب الذي يسلك ذلك الاتجاه ان يخلق شخصيات وحوادث خيالية حتى لو كان بعضها قائماً على الواقع..‏
وتستشهد الكاتبة بمقولة .. تولستوي.. عندما يقول.. على المرء أن يكتب فقط حينما يترك قطعة من لحمه في المحبرة في كل مرة يغطس قلمه فيها..‏
على الكاتب ان يروي حكاية مشوقة وايضاً أن يعمل على صيانة الفكرة الرئيسية مهما بالغت في الخفاء.. وفي الرواية يحصل تغيير مستمر في المشهد والمكان وهناك تطور في الشخصيات وهكذا يتعين على الكاتب أن ينغمر بلا خوف في العالم الجديد حيث الفكرة التي تشدك إلى درجة الذهول.‏
رأي من البرتومورافيا:‏
تورد الكاتبة ملاحظاتها عن استخدام الضمير" أنا" في الرواية، وقد تكون أسهل طريقة لكتابة رواية لأنه من السهل لك ان تتطابق مع شخصية المتكلم أنا، مع ذلك هناك حدود واضحة فالحبكة يجب ان تصمم بشكل دقيق لتجنب الحاجة إلى الحوادث التي تقع حين تكون الشخصية- الرئيسية في الرواية غير حاضرة وهذا الاسلوب بتقدير الكاتبة غير ملائم اذا كانت الشخصية المركزية التي منحتها اعترافك عاجزة عن كتابة الرواية، وتستشهد بفقرة من آراء الكاتب" البرتومورافيا" الذي يقول:‏
ان ضمير المتكلم هو وسيلة تؤدي إلى توسيع وتعميق الرواية إلى درجة غير محدودة ، ففي الوقت الذي يكون فيه من الصعب جداً أومما يبعث السأم ان نجعل الشخص الثالث ان يقول أكثر مما يسمع مدى افعاله لابل نجعله يقول ذلك بدون التدخل العفوي من قبل المؤلف، فإنه من السهل والمشروع جداً ان يتسلم الشخص المتكلم للأفكار- والبراهين الناتجة عنها، وتصنيف ملاحظات مهمة عن الشخص الثالث من وجهة نظر شخص واحد أيضاً أهمية استخدام " الراوي" في العمل الأدبي، وتتوقف بهذا الصدد عند رأي" نينابودن" التي تؤكد في احدى محاضراتها" على الكاتب ان يحدد اية شخصية سيكشف عن أفكارها الحقيقية وما هي وجهة النظر التي يريد التصريح بها، وهل يسمح له فقط ان ينطق بما يفكر به.‏
الفصل والكلمة..‏
وعندما تنتقل الكاتبة إلى التصميم تقرر أن الرواية ذات التصميم الجيد هي التي تضم ثلاثين فصلاً في كل فصل 2500 كلمة تقريباً، ان حجم رواية تقليدية قد يضم من 60000 إلى 100000 كلمة ولكن 70-80 ألف كلمة هو المعدل الجيد، وتطلب الكاتبة بتوجيهات محددة للكتّاب على العمل بثبات من مشهد لآخر وعندها يتكشف الالتباس في الأفكار تماماً مثلما تسدل خيوطها الكتلة المتشابكة منها اذا عولجت بالصبر والثقة.. ان الناس المتنازعين هم مهمون جداً لتصميم اية رواية والمزيد من ذلك يأتي فيما بعد، ان تصميم كل فصل على حدة غاية في الأهمية ولكن الكاتب يستطيع أيضاً ان يحدد نهاية الفصل عندما يكون الحوار منساباً بقوة، ويمكنه ايضاً استخدام الفراغ بين الفصول لسد ثغرة في زمان أو مكان أو تغيير وجهة نظر أو دفع لقصة في اتجاه جديد أو لإدخال تداعيات الاحداث السابقة.‏
التصميم والبيئة‏
ان الرواية في رأي " ديان دوات فاير" يجب ان تكون منسابة منذ البداية مثل رحلة من الاكتشاف مليئة بالمفاجآت فإذا كنت وأنت المؤلف تندهش باستمرار فإن هناك احتمالاً أكبر بإن يكون القارئ كذلك.. إنني قلما أعرف الخاتمة إلى أن أصل إلى نهاية الفصول القليلة الأخيرة." وهكذا فإن التصميم هو تحضير مهم ولكنه يكتسب هذه الأهمية فقط حينما يكون الكتاب نفسه في حالة تقدم بحيث ان الاخطار المشوشة تبدأ في تنسيق نفسها . اشرع بالكتابة ولا تتخوف منها فإذا لبثت عند مرحلة التصميم أكثر مما ينبغي فإنك قد لاتبدأ كتابك على الإطلاق، على المؤلف ان يعرف مناظره الريفية سواء أكانت حقيقية أم خيالية، تماماً مثلما يعرف يده هذا ما يعتقده" روبرت لويس ستيفنسن" عندما يتحدث عن موضوع البيئة فهو يعتبر الشخص والفعل والفكرة والحوار عناصر غير قابلة للانفصال، يجب ان لايحتل وصف المكان أكثر من نصف صفحة بصورة مستمرة وعلى الكاتب ان لايحاول‏
وصف بيئة أو تجربة معينة ما لم يكن يعرف شيئاً شبيهاً بهما، ان الافتقار إلى الاعتقاد الراسخ من شأنه ان يقتل " روايتك" فحاول ان تكوِّن انطباعاً بصرياً لبيئتك الروائية سواء كانت واقعية أو متخيلة ثم اختر لوصفك أكثر جوانبها تأثيراً، ان معظم كتاب الرواية يجدون طاقة التصوير هذه تأتي بشكل طبيعي ولكنك بالممارسة تستطيع تطويرها تماماً مثلما تستطيع تطوير مهارتك في مجالات الكتابة ومن المهم تصميم أماكن الأحداث بشكل متناسق ، في الواقع، ان مما يجعل الرواية جذابة جداً هو ان تجعل قصتك تدور في دائرة كاملة لتنتهي من حيث بدأت ، الخلفيات الأجنبية للأحداث شائعة ولكنني انصحك " هكذا تقول" ديان دوات فاير" بأن لاتقلق حول ذلك وما عليك إلا أن تدع قصتك تأخذ مكانها الطبيعي وتركز على الكتابة بمهارة ودقة..‏
اختراع الشخوص‏
في فصل " الشخوص" تستشهد الكاتبة مرة أخرى برأي البرتوموارفيا حيث يقول: نحن لانهتم بتلك الموضوعية التي تنتج مجموعات مصنعة من النماذج والشخصيات ولكننا نهتم بالطاقة الشعرية الخالصة‏
عن طريق توضيح طبيعة الإنسان وذلك بتقسيمه إلى نماذج وإعادة إظهارها في شخص واحد أو في مئات الاشخاص..‏
... ان مهمة الكاتب الروائي ان يصف الناس على حقيقتهم وأفضل طريقة لخلق شخصية روائية هي اختراع شخص كامل بكل كيانه بحيث يكون معروفاً لديك معرفة تامة ويكون كل فعل من أفعاله قائماً على الصيغة أو الأساس الذي رسمته بنفسك.‏
ان من بين اهداف الكاتب المهمة هو ان يجعل قراءه يهتمون بما يحدث لشخوص الرواية التي يكتبها.‏
ان دراسة علم النفس مفيدة ولكن افضل شيء هو ان تدرس نفسك بشكل موضوعي وتدرس الناس الآخرين بعاطفه.. ان كل شخص على قيد الحياة يختلف عن الآخر وانك ككاتب روائي مطالب بإيجاد المزيد من الشخصيات الجديدة تماماً وذلك ليس بالأمر الصعب..‏
دع شخوصك تكشف عن نفسها بالتدريج كما هي عادة الناس فالمظهر أولاً يليه الصوت والطباع ثم براعة السلوك والموقف وتذكير القراء بالحقائق التي اطلعتهم عليها والقاعدة الذهبية في عالم كتابة الرواية تقول:" من الأفضل ألا تصف شخصاً معيناً ما لم يكن موجوداً في القصة فعلاً" وعندما تبتدع شخصية شريرة عليك ان تعرف السبب في نزعة الشر فيها فاكشف عن اضطرابها وتعاستها بالإضافة إلى صفة البغضاء وان تكون شخصيتك مقنعة فإنها لابد ان تكون مزيجاً من الخير والشر مثلنا جميعاً، من المحتمل أنك قد تنفر من احب شخوصك من وقت لآخر تماماً مثلما نبغض أصدقاءنا، عندما يكشفون لنا ذواتهم الشريرة.‏
خذ هذا بنظر الاعتبار عندما تبتدع شخصياتك الروائية ولا تخش ذلك الجانب الإضافي من الشخصية احياناً قد تصبح الشخصية حقيقية جداً بحيث ترفض ما كنت قد خططت لها وحين يحدث ذلك إياك أن تفرض إرادتك لأنك ابتدعت شخصية حقيقة تمتلك إرادة خاصة وتلك لحظة رائعة في حياة أي روائي. أمسك شخصيتك بعناد رخو وامنحها الحرية إلى حد ولكن ثق من انه لن يخرجك من قصتك بشكل جنوني، عليك ان تمسك بالزمام في الوقت الذي تسمح فيه لشخوصك الروائية بالسلوك وفق ما كنت رسمت لهم.‏
اكتب المشهد بكل المهارة التي تمتلكها ودع موهبتك تدل على قدرتها من عدمها، ان خلق الشخصيات المتخيلة هو جوهر العمل الروائي، أما الإحتمالات فلاحصر لها.‏
الحوار الروائي..‏
ان الحوار عموماً، هو أكثر الأجزاء المتفق عليها في الرواية ولكن يكون ذلك فقط ما يهدف إلى سرد القصة الرئيسية بطريقة ما، هذا الرأي للكاتب" انتوني ترولوب" وعلى الكاتب ان يشذب ويحرر احاديث شخوصه ويوجهها‏
نحو ما هو اساسي في حركة القصة إلى أمام ووصف الشخوص، وتتوقف الكاتبة عند رأي" غوستاف فلوبير" الذي يقول:" في حياتي لم أكتب اصعب من هذه المحادثات المليئة بالتفاهات وقد يستغرق هذا المشهد مني ثلاثة اشهر ، ابكي فيها أحياناً واشعر باليأس "..‏
ان كل سطر من الحوار يجب ان يفصل بدقة على قدر الشخص المقصود والحوار المحكم يؤدي إلى توتر في الموقف وعلى الكاتب الناجح ان يجعل حواره سهلاً ممتعاً فإن الحوار الروائي لايتضمن زيادات غير ضرورية، وتدعو الكاتبة الذين يريدون ان يصبحوا كتاباً إلى قراءة احاديثهم دوماً بصوت عالٍ فهذا يعين على كشف الأخطاء وتجنب العبارات المتكلفة..‏
احذر ان تجعل شخوصك تتحدث وكأنها تقرأ مقالة أو تخاطب جمهوراً من الناس ففي ذلك خطر خصوصاً لوجعلت أحد الاشخاص ينطق بواحد من آرائك الخاصة، قد يغريك ذلك للصعود معه إلى منصة الخطابة، القاعدة هي ان تجعل احاديثك قصيرة فالناس قلما يتحدثون طويلاً دون مقاطعة إلا اذا كان جمهورهم من الأسرى، وتضيف الكاتبة، لاتجعل الناس يتحدثون عبثاً بل حدد مكانهم وما يقومون به وهم يتحدثون، في الحديث الطبيعي يتوقف الناس باستمرار ويقاطع بعضهم بعضاً ، يغيرون الموضوع ويجيبون عن السؤال المقصود يصابون بالحرج ويحتد مزاجهم، تذكر ان كثيراً من حديث الناس يراد منه اخفاء الحقيقة أكثر من اظهارها.‏
بلبل أم بوم..؟‏
ان على الروائي ان يدع مخلوقاته تستعمل مفرداتها الأصلية ولكنه بالدرجة الأولى حر في ممارسة تمييزه الشخصي في اختيار الفكرة الأساسية والشخوص وتورد الكاتبة مثلاً على براعة الكاتب" جراهام جرين" في استخدام كلمة " قال" في كتاب" انكلترا صنعتني" مستعملة حوالي ست عشرة مرة في صفحة واحدة دون ان يلاحظها القارئ إلا اذا كان يراقبها عن قصد ، ليست ثمة طريقة افضل لتعليم هذه الاساليب الفنية بما فيها تصميم الحوار في الصفحة، من دراسة عمل مطبوع - لروائيين جيدين محدثين، ويجب ان تكون حديثاً جداً في معالجتك لهذا الفن اذا أردت ان تحظى باهتمام ناشر، وفي فصل التنظيم- تستشهد الكاتبة برأي " ج.ب. بريستلي" الذي يقول " اكتب كلما أمكنك ذلك.لا بأول فكرة تجد طريقها للطبع وانما كأنك تتعلم آلة من الآلات. تحتاج الكتابة المنظمة إلى ساعة واحدة على الأقل وثلاث ساعات ستكون افضل " وللبلبل أو البوم" وقت يعمل فيه. أحدهما يختار ساعات الصباح الأول والآخر يختار الساعات المتأخرة، ومن الأفضل تحديد فترات قصيرة منتظمة بدلاً من الفترات غير المتواصلة وغير المحددة واذا أردت اكمال رواية فإن من الضروري ان تتعود على العمل المنظم وأفضل اسلوب عملي لذلك هو ان تحدد مقدار الوقت الذي تستطيع توفيره كل يوم وان تختار أكثر الاوقات مناسبة، فإذا قررت فعليك الالتزام بأقصى درجات الانضباط.‏
" إياك ان تحدث أي شخص عن روايتك قبل الشروع في كتابتها. ان كتابك هو رحلة من الاكتشاف وإذا اكتشفته اولاً عن طريق الكلام فإنك قد تقضي على ذلك التوقع السحري وتجعل عملك أكثر صعوبة وحتى مستحيلاً،" وتورد الكاتبة " ديان دوات فاير" ملاحظاتها عن تنظيم مكان العمل ومعدات الكتابة والمراجع التي يجب ان تكون متوفرة لدى الكاتب ، ويتحدث الكاتب " جوزيف كوتراد" عن الفصل الأول في الرواية قائلاً" مع ذلك فإني ترددت حتى في تلك اللحظة وكأن غريزة الحفاظ على النفس حذرتني من المغامرة برحلة بعيدة ومضنية إلى أرض مليئة بالدسائس والثورات، ولكن كان لابد من تحقيق ذلك".‏
وتواصل توجيهاتها.. ابدأ بالكتابة واستمر على العمل بانتظام مهما كانت طريقتك غير واضحة ومهما شعرت بالفتور ، اذا كنت شيئاً ما فإنك في النهاية ستجد القصة تتطور ، بعد ذلك تستطيع العودة واعادة الكتابة على ضوء المستجدات التي تكتشفها عن شخوصك والحبكة الروائية، وفي جميع الأحوال قد تحتاج إلى اعادة كتابة الفصل الأول حينما يكتمل الكتاب، تذكر ان هذه مهمة ممتعة ، فهناك شيء تتوق إليه وأنت تبني روايتك صفحة صفحة.‏
الحبكة.. الغموض والذكاء‏
... أما ما يتعلق بالحبكة الروائية فالكاتبة تتوقف عند رأي "ايفي كومبتون بيرنت" حيث تقول:" وجدت الحياة الواقعية لاتفيد ابداً في الحبكة الروائية، ذلك ان هذه الحياة لاتوجد فيها حبكات، ولما كنت اعتقد بأن الحبكة الروائية مرغوب فيها لابل ضرورية تقريباً، فقد ازدادت نقمتي على الحياة"‏
تنشأ الحبكة من الصراع والشخوص ، فإذا كانت الشخصية الرئيسية في الرواية تواجه مشكلة كبيرة في البداية أو تحاول بيأس الحصول على شيء صعب المنال اضافة إلى محاولاتها الملتوية للوصول إلى هذه النهاية وما يصاحب ذلك من فشل أو نجاح فإن هذه الشخصية ستؤسس بناء الحبكة في روايتك.‏
وتستعرض الكاتبة نماذج لبعض أنواع الحبكة التي حفلت بها روايات مشهورة، وفي مقابلة أجرتها مجلة " باريس رفيو" مع الروائي" ايزك دانيزت" قال: أبدأ بوخز خفيف، ذلك هو إحساسي بالقصة التي سأكتبها بعد ذلك تأتي الشخوص وتستولي على أحداث القصة وكل هذا ينتهي بالحبكة".‏
حاول ان تجعل شخوصك في موقف محير بحيث ينتقلون منه إلى موقف محير آخر أو ربما أكثر حيرة، ولكن دوماً لابد من وجود نوع من الورطة أو تطور درامي حاد على وشك الوقوع حتى لو كان ذلك وهماً من الأوهام في ذهن الشخصية..‏
ان الحبكة في الواقع هي عبارة عن شيء يؤدي إلى آخر.. وفي كتاب " اركان الرواية" يقول " إ . أم. فورستر" " لنعرف الحبكة بعد ان عرفنا القصة بأنها سرد لحوادث رتبت حسب تواليها الزمني ، والحبكة أيضاً هي سرد لحوادث معينة ولكن التأكيد فيها يقع على المصادفة فإذا قلت :" مات الملك ثم ماتت الملكة" فإن هذه قصة أما إذا قلت " مات الملك ثم ماتت الملكة من شدة الحزن " فهذه حبكة، فالتسلسل الزمني موجود ولكن المصادفة هي التي تلقي ظلها عليه وإذا قلت " ماتت الملكة ولا أحد يعرف السبب إلى أن اكتشف أنها توفيت حزناً على وفاة الملك " فهذه حبكة فيها غموض وهذه طبيعة تحتمل التطور الشديد .. فالحبكة تحتاج إلى ذكاء وإلى ذاكرة أيضاً.‏
ان الحبكة بالنسبة للعديد من الكتاب المبتدئين تعتبر مشكلة عويصة ولكن إذا فكرت ملياً بفكرتك الرئيسية وعرفت شخوصك وعملت من مشهد لآخر فإنك ستجد الحدث يتبسط بسهولة أكثر مما كنت تعرفه. يقول تولستوي" عن البناء الروائي:‏
" ان أهم شيء في العمل الفني هو وجوب توفر نقطة مركزية فيه ، أي لابد من ان يكون هناك مكان ما تلتقي فيه أو تصدر عنه جميع الأشعة ".وتقول " ديان دوات فاير" : " يمكن تشبيه شكل الرواية بشجرة فيكون الجذع بمثابة العمود الفقري للقصة التي تبلغ ذروتها عند أعلى الأغصان. أما الأغصان الجانبية فهي‏
الحبكات الثانوية ولذلك فإن الشكل يفقد تناسقه إذا ما اصبح أحدها طويلاً أو كثيفاً وتكون الأغصان الصغيرة الأوراق والثمار بمثابة التفصيلات التي تعطي الضوء واللون وأنواعاً مختلفة من التراكيب والحالات.. في الحياة الواقعية كل شيء متناسب ولكن الحال ليست كذلك في الرواية .. قال " الفريد هيتشكوك" ‍:" الدراما تشبه الحياة الواقعية التي أزيلت منها الأجزاء المعتمة". أية محاولة لفرض آرائك ستشوه صورة كتابك وتقلل من قيمته الفنية. وتعتقد الكاتبة في موضوع الموازنة أن الرواية إما أن تنطلق مع الشلالات السريعة أو أن تجدف برفق في المياه الهادئة ولكن ليس من الواجب ان تكون الرواية كلها شلالات أو كلها مياه هادئة . فالأزمات وفترات الهدوء لابد أن توازن بعناية بالرغم من ان مزاج الكاتب سيحدد خطوات القصة.‏
مسرحية الموقف..‏
من سياق الحديث عن مسرحة الموقف تعتقد الكاتبة ان المقاطع التمهيدية بالرغم من كونها أقل درامية في حدّ ذاتها، فإنها تجعل لحظات الدراما أكثر تأثيراً وأهمية ليس بالمقارنة وحسب وإنما لأنك بمهارة تحشد التوتر.. ان التوقيت الدقيق شيء أساسي فليمتد حشد الأحداث ولكن ليس إلى الحد الذي يبدو فيه مملاً..‏
وان اتقان عنصر التشويق ليس أمراً أساسياً بالنسبة للقصة المثيرة وحسب بل هو أساسي كذلك في كل قصة هادئة لاتعتمد الإثارة، وان كل رواية تحتاج إلى نهاية قوية حتى لو كانت تصف جانباً واقعياً من الحياة. وتجنب القفزات الكبيرة في الزمان والمكان والكشف عن سمات الشخصيات الواضحة. في كتاب "اركان الرواية" يقول" إ . أم . فورستر" " ان كل فعل وكل كلمة في الحبكة الروائية يجب ان يكون لها اعتبار إذ يجب ان تكون ذات جدوى، وحتى لو كانت معقدة يجب ان يكون لها كيان وتخلو من الموضوعات البالية، قد يكون الفعل أو الكلمة سهلة أو غير سهلة وقد تضم أشياء غامضة ولكن يجب ان لاتظلل القارئ..‏
الختام..‏
وعن الختام يقول " ايزك دانيزن".. القصة السليمة شكل وهيكل ، في اللوحة يكون الإطار مهماً لمعرفة أين تنتهي الصورة وأي تفصيلات يتعين تضمينها أو حذفها وأين يمرّ الخط الذي يفصل الصورة" قد يكون الكتاب اشعث غير متوازن ، كثير القفزات، مرتبكاً أو مملاً وقد يكون محكماً أنيقاً منساباً واضحاً ومقروءاً فإذا وجدت عندك الموهبة وفهم المبادئ الأساسية فإنك تحتاج فقط إلى الوقت والإرادة لإنتاج رواية محكمة البناء. و" ستندال " يقول عن الأسلوب: " اعرف قاعدة واحدة فقط وهي ان الأسلوب لايمكن ان يكون واضحاً وبسيطاً جداً ". ويقول أرسطو" :" لكي تكتب جيداً عبر عن نفسك مثلما يعبر الناس ولكن فكر مثل رجل حكيم" بينما يقول " وليام فوكنر": " علم نفسك من اخطائك فالناس يتعلمون من الخطأ فقط" وقال" جويس كاري": " كثيراً ما أعيد الكتابة وأراجع الكتاب كله مسقطاً منه أي شيء لايتصل بالتطور العاطفي وتماسك الشعور" هناك عدة كتاب جيدين ضيعوا فرصة نشر كتابهم الأول بسبب شهر أو شهرين‏
من العمل الإضافي ، ربما كان السبب الإعياء ، الكسل ، عدم الصبر، أو الافراط في الثقة أو الحاجة إلى المال الجاهز ولكني أتوسل إليك أن لاترتكب هذا الخطأ.‏
ويقول " سول بيلو" عن موضوع تشريح صفحة.." في ذهني إنسان آخر سيفهمني وأنا أعوّل على ذلك". وتعرض الكاتبة دراسة لفصل من روايتها وهي تشرح بالتحليل خطوات الكتابة وتؤكد أن هذه الدراسة يمكن ان تفيد فائدة كبرى اذا طبقت على أية رواية مطبوعة ومن النوع الذي تريد ان تكتب مثله..‏
اختيار العنوان..‏
" يوريكا، لقد وجدتها ".." ارخميدس"- تتحدث الكاتبة عن طرق اختيار العنوان للرواية أو المؤلف أو المخطوطة.. بعض المؤلفين يختار العنوان قبل البدء في الكتاب والشائع هو ان يأتي العنوان عندما تكتمل الرواية، وقد يكون العثور على عنوان جيد مهمة صعبة وشاقة لكنها في كل الأحوال مشوقة.. أدرس العناوين التي تعجب بها وحلل علاقتها بالفكرة الرئيسية وروح الكتاب ولا يغريك استعمال عنوان فني في حد ذاته لايناسب روايتك..‏
وفي فصل وضعت له الكاتبة عنوان" الإطلاق" تستشهد برأي" جون شتاينبك" الذي يقول " يموت الكتاب موتاً حقيقياً بالنسبة لي حين أكتب آخر كلمة منه.. احزن قليلاً ثم أباشر كتاباً جديداً..كتاباً حياً..‏
المراهقين ايضاً...‏
وتخصص في فصل آخر مساحة للحديث عن الكتابة للمراهقين.. يقول " فرانسوا مورياك".. من بين كل التهاني التي تقدم للكاتب هناك تهنئة خاصة، تلك التي تجعله يتألق من السرور وهي، انت موضع اعجاب كبير من لدن جيل الصغار.. ان الروايات التي تكتب لهذه المجموعة من الأعمار تقرأ بشكل رئيسي من قبل الفتيات . ان الكتابة للصغار هي تحد كبير، فالانطباعات الدائمة تتكون في هذا العمر وتستطيع الشخوص والحوادث الإلتصاق بالذاكرة وتحديد شكل تفكيرهم.‏
الناشرون والنقاد..‏
في فصل " الناشرون والنقاد " تهتم الكاتبة بقول " سير ستانلي اتون": " اذا رفض ناشر مسودة كتابك ، تذكر أن ذلك مجرد قرار لانسان واحد غير معصوم عن الخطأ، فجرب ناشراً آخر"... اذا نشرت رواية فإنك تكشف لآراء كل ناقد للكتب ، ان تقبل بحقه في التعبير عن رأيه بقوة وعلانية وتذكر أنها وجهة نظر رجل واحد وانك لا ترجو رضى كل واحد، ادرس كل تعليق مضاد بعناية وتعلم منه كل ما تستطيع. وعن الأجور والعقود يقول" ديستويفسكي":" انني ببساطة لا أعرف كيف يستطيع أي شخص ان يكتب بسرعة فائقة ومن اجل المال فقط.. إنني أرغب في ان انصح كل روائي مستجد يكافح من أجل لقمة العيش بأن يجد له عملاً آخر بالإضافة إلى الكتابة حتى لو كان بساعات محددة.. ان لمن السيء ان يكون عمل المرء‏
للكتابة من أجل المال مع الإحساس بالعجلة والقلق".. وينصح الروائي باختيار عمل يوفر لقمة العيش ويؤدي إلى مقابلة الناس.‏
الكاتب والبحث عن الكمال..‏
وفي مجال البحث عن الكمال. يقول " اميل زولا" نحن ببساطة نرسم الإنسانية كما نجدها في الطبيعة ونحن نقول ليكن كل شيء معروفاً من أجل ان يشفى الجميع".. ان واجب الكاتب الروائي هو ازالة القشور والكشف عن الجوهر الاساسي للناس والأماكن والأشياء كاشفاً عن طبيعتهم الحقيقية وعلاقات بعضهم بالبعض الآخر ، وتستطيع رواية جيدة ان تحطم قيوداً عديدة عن طريق الكشف عن المشاعر الكامنة التي يشترك فيها البشر جميعاً، يجب ان يجعل الكاتب كتابه كاملاً وعملاً فنيّاً متفرداً بلا زيادة أو نقصان. ان الحالة الخلاقة التي يعبر عنها" هنري جيمس" على النحو التالي.." العيش في عالم الابداع، الولوج فيه والبقاء هناك ، معاودته والتردد عليه، التفكير العميق المثمر، تحويل المجموعات والإلهامات إلى واقع وبشكل عميق مع ديمومة الاهتمام والتأمل ، هذا هو الشيء الوحيد " وبدون الحالة الخلاقة، لن يكون أي قدر من الموهبة والمهارة ذا جدوى كبيرة ولكن باجتماع الثلاثة سوية نستطيع ابداع رواية تهز الأمم..‏
الموهبة هي هبة تولد معنا، والتكنيك يمكن تعلمه إلا أن حالة الابداع تجيء لحظة وتذهب اخرى وغالبية الكتاب الناجحين يعاملون الكتابة مثل الوظيفة، والحالة الابداعية وطيدة العلاقة بالثقة بالنفس." البير كامو" يقول: على الكاتب ألا يتحدث عن شكوكه في ابداعه..وقد قال" روبرت لويس ستيفنسن" " اذا أحب أي انسان العمل في أي حرفة.. فإن الآلهة قد دعته"..‏

الأربعاء، 28 يناير 2015

كيف تكتب رواية باستخدام طريقة الزهرة الثلجية؟




*(مقال مترجم) *

الرواية أمر سهل للغاية, لكن كتابة رواية
جيدة هو الشيء الأصعب, فأنت حينما تكتب رواية تريد تحقيق عدة أهداف منها
على سبيل المثال الشهرة (تقدير الذات), تحقيق أعلى مبيعات (المال), والحصول
على جوائز عالمية ومحلية (تقدير المجتمع).

بصراحة هناك ألاف من الكتاب والنقاد على استعداد أن يشرحوا كيفية كتابة
رواية جيدة, وهناك أكثر من طريقة لكتابة الرواية, وأفضل تلك الطرق هي التي
تعمل معك بنجاح.

في هذا المقال أود أن أشارككم الطريقة التي عملت معي بنجاح, لقد نشرت ست
روايات  وحصلت على العديد من الجوائز, وقمت بإلقاء محضرات عن طريقة الكتابة في مؤتمرات
كثيرة, وفي كل المحاضرات التي ألقيتها استخدمت طريقة في الكتابة ألا وهي
(كيف تكتب رواية باستخدام طريقة الزهرة الثلجية
وكما قلت لك هناك عدة طرق لكتابة الرواية, لذلك فإن أعجبتك طريقتي هذه,
كلها أو بعضها, فطبق منها ما يروق لك ويعمل معك, أما إن لم تعجبك أو جعلتك
تشعر بالتقيؤ, فتجاهلها بالمرة وفتش عما يناسبك.جدير بالذكر أن المادة التي
أقدمها في هذا المقال هي لتنظيم وإدارة عملك الفني وليس لخلق الخيال لديك,
فأنا لا أملك أن أكسبك الخيال, لأن الخيال هو درب من دروب الإبداع الذي لن
يلقنك إياه أحد.

لكن في نفس الوقت, هذا الخيال لا يحدث تلقائياً, قد يكون موجود في داخلك
لكنك لم تكتشفه, ولكي تكتشفه يجب عليك أن تقوم بتصميم الخيال, تماماً كأنك
مهندس معماري يقوم بتصميم بناء ضخم, هذا البناء يجب أن يكون قوي التحمل
وجميل المنظر في نفس الوقت.التصميم يوفر عليك كثير من الوقت في كتابة الرواية.

*والسؤال الأساسي هنا: كيف تصمم رواية؟ *




كما ترى في الشكل السابق, على اليمين تجد شكل مثلث, ثم يليه نجمه سداسية,
ثم بعد ذلك يتفرع من أضلاع النجمة السداسية أضلاع أخرى حتى نأتي إلى الشكل
الأخير والذي يشبه (قطعة من الثلج زهرية الشكل). طبعاً هذا شكل رمزي عما
ستكون عليه منهجيتك في الكتابة. بمعنى أنك ستبدأ بتفاصيل بسيطة ثم تتطور
تدريجياً حتى تصل إلى الحبكة الروائية الكاملة.

إذا كنت مثل معظم الناس, سوف تقضي وقت طويل تفكر في الرواية الخاصة بك,
ستقوم بجمع بعض المعلومات, ستصاب بأحلام اليقظة, ستحتار في كيفية طرح
الأفكار والسرد, ستستمع إلى صوت شخصياتك وهم يتحدثون معك ..الخ.لذلك
فالتصميم ينظم وقتك ويجعلك تسرع في إنجاز عملك.

*خطوات التصميم: *

قبل البدء باستعراض خطوات التصميم يجب أولاً أن يكون بجوارك ورقة, وذلك
لتدوين أفكارك فيها بشكل يمكنك من الرجوع إليها لاحقاً, وذلك لأن ذاكرتنا
غير معصومة من النسيان هذا من جهة, ومن جهة أخرى تحسباً لحدوث بعض الثغرات
في تسلسل أفكارك والتي تحتاج مراجعة لرئب ما به من صدع.

*الخطوة الأولى: *

استغرق ساعة واحدة لكتابة جملة قصيرة تلخص روايتك ككل. شيء كهذا (عالم
التاريخ يسافر عبر الزمن ليشاهد كيفية بناء الفراعنة للهرم الأكبر) كما ترى
هذه الجملة هي ملخص لفكرة روايتك بصورة عامة, هي تمثل المثلث الأول في
الشكل السابق. لكن يجب عليك مراعاة التركيز في كتابة هذه الجملة, فهي التي
ستقودك في المراحل التالية, وهي أيضاً التي ستشجع دور النشر لنشر روايتك وهي
أيضاً التي تجعل القراء يتهافتون على عملك الإبداعي. وإليك بعض التلميحات
لجعل هذه الجملة جيدة.

-يجب أن تكون الجملة قصيرة بحيث لا تتجاوز 15 كلمة.

-من فضلك لا تكتب أسماء فمن الأفضل أن تقول (الكفيف يحاول أن يصبح أديباً”
أفضل من أن تقول “طه حسين يحاول أن يكون أديباً)

-كتابة جملة قصيرة وجيدة شكل من أشكال الفن, لذلك قم بقراءة ملخص بعض
الروايات الشهيرة التي تظهر على الغلاف الخلفي.

*الخطوة الثانية: *

خذ ساعة أخرى وأكتب أربع فقرات. الثلاثة فقرات الأولى تتناول ثلاث مشكلات
رئيسية تدور حولها القصة, الفقرة الأولى تدور حول المشكلة الأولى, والفقرة
الثانية تدور حول المشكلة الثانية, والفقرة الثالثة تدور حول المشكلة
الثالثة والفقرة الرابعة تتخيل فيها نهاية كل المشاكل الثلاث. هذا هو هيكل
القصة.

*الخطوة الثالثة: *

شخصيات القصة هي أهم عنصر من عناصر الرواية, فخذ ما يكفي من الوقت لتصميم
ملامح شخصياتك, فخذ ساعة كاملة لكتابة ملخص مبدئي عن كل شخصية من شخصيات
قصتك سواء المحورية منها أو الثانوية. ويفضل أن تغطي الجوانب التالية لكل
شخصية.

-الاسم

-الوصف

الخارجي (الطول, العرض, اللون, الوجه, طريق المشي والتحدث …الخ)

-الوصف الداخلي

(هادئ, عصبي, شجاع, الخ…..)

-هدف الشخصية في الرواية (ما الذي يريد تحقيقه؟)

-صراعه (ما الذي يمنعه من تحقيق هدفه؟)

-كيف ستتغير شخصيته لتحقيق هدفه؟.

-نهاية دوره في الرواية.

-كتابة فقرة قصيرة تلخص الخط الزمني له في الرواية

ملحوظة هامة:

قد تجد نفسك في حاجة ماسة للعودة إلى الوراء لتغيير بعض العناصر والأفكار,
لا بأس هذا جيد, بل هذا أمر حتمي ومنطقي. فهدف التصميم هنا ليس الدقة في
إخراج العمل ولكن الهدف منه دفعك إلى الأمام بدون الشعور بالملل.

*الخطوة الرابعة: *

بحلول هذه المرحلة , تكون قد كونت هيكل كامل لروايتك, وهذا لم يستغرق منك
سوى يوم أو يومين, فهذا شيء جيد, بدلاً من أن تقضي 500 ساعة تكتب مسودتك
الأولى وتعود للخلف مئات المرات للتعديل, مهدراً الكثير من الوقت والجهد,
لكن باستخدام هذه الطريقة يكون لديك مسودة تعمل بمثابة قاموس لروايتك, فها
قد وفرنا عليك كل هذا العناء وأصبح لديك مسودتك الأولى التي لم تكلفك أي
عناء. أقرأ ما كتبته مرة أخرى, قم بما يلزم من إضافات, أو تغيير بعض
العناصر, قم بتوسيع نطاق كل فقرة كتبتها ولا يهم زيادة عدة الصفحات المهم
هو زيادة عدد الأفكار.

*الخطوة الخامسة: *

أكتب صفحة أو على الأكثر صفحة ونصف عن علاقة كل شخصية من شخصيات روايتك
بالشخصية الأخرى, من مع من؟ ولماذا؟, من ضد من ولماذا؟.

*الخطوة السادسة: *

الآن بعد مرور أسبوع من التصميم , قم بكتابة الفقرات التي كتبتها في الخطوة
الأولى, لكن في هذه المرة خصص صفحة كاملة لكل فقرة على حدا, حاول تناول
الإحداث فيها بشيء من التفصيل لكن في أضيق الحدود بحيث لا تتجاوز الصفحة
الواحدة.

*الخطوة السابعة: *

الآن امضي أسبوع أخر في زيادة كل صفحة من الصفحات الأربع التي كتبتها, بحيث
تتناول فيها وصف كل أماكن القصة

بالتفصيل.

وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى

كيف تكتب الرواية؟ الدكتور/ محمد صالح الشنطي


كيف تكتب الرواية؟
الدكتور/ محمد صالح الشنطي


يبدو هذا السؤال غريباً بعض الشيء ، لأن الرواية عمل إبداعي لا تنفع معه الوصفات الجاهزة ، ولكنها ترشد الموهوبين وتدلهم على بعض المبادئ الأولية التي يجب استيعابها من قبل الراغبين في كتابة الرواية.

إن معظم كتاب الرواية يؤكدون أن كل رواية جديدة هي في الحقيقة تجربة جديدة، لها طريقتها الخاصة وظروفها التي أملت كتابتها بطريقة مختلفة عن سابقتها ، ثمة كاتب يعرف كيف يكتب ، غير أن من المفيد أن تتعرف على بعض المحاولات التي قام بها عدد من الكتاب لإرشاد الروائيين المحتملين من الشباب إلى كتابة الرواية ، ومنها إتباع هذه الخطوات:
أولاً: إعداد بطاقات لكل شخصية من شخصيات الرواية بحيث تخصص واحدة للشكل الخارجي للشخصية، وأخرى لصفاته الخلقية، وأخرى لعاداته.. إلخ.
ثانياً: إعداد بطاقات للمشاهد حيث يكون لكل مشهد ملف من هذه البطاقات.
ثالثاُ: تصنيف هذه البطاقات والاستعانة بها عند الشروع في كتابة الرواية، وكثير من كتاب الرواية يؤكدون أن على كاتب الرواية أن يصارع وقتاً طويلاً سطراً بعد سطر وصفحة بعد أخرى من أجل استحضار العقدة والشخصيات ذات العمق والتعقيد.
وليس من شك في أن قوة الملاحظة، والقدرة على التقاط أدق الأشياء والصفات والمواقف من العقبات التي تعيق كاتب الرواية، لهذا نجد كاتباً روائياً كيحيى حقي ينصح الكتاب الشباب بأن يجعلوا من أنفسهم آلة تصوير مفتوحة تسجل كل شيء وأن يبدأوا بتجاربهم الذاتية ثم يطلقوا العنان لخيالاتهم في مرحلة متقدمة وذلك عندما يمتلكون أدواتهم وتستقيم لهم لغتهم، ويؤكد أن من غير المفيد الالتزام بقواعد الرواية أو التفكير بها أثناء الكتابة، في حين نجد كاتباً مشهوراً كنجيب محفوظ يقول: إنني ما أمسكت القلم لأكتب رواية إلا وكانت متبلورة في ذهني: الشخصيات والأحداث والبداية والنهاية، كل ذلك مسجل في فهرست.

ويؤكد يوسف إدريس أنه لا يلجأ إلى التخطيط، ولكنه يبدأ بخلفية فكرية يتمثلها جيداً.
وهكذا يتضح لنا أنه ليس ثمة خطوات محددة يمكن أن يسلكها المبدع في كتابة الرواية، فلكل كاتب طريقته الخاصة به، ومن استعراضنا لشهادات العديد من كتاب الرواية ، سواء من ألف منهم كتباً في هذا المجال مثل حنا مينا، أو من أدلى بشهادته مكتوبة في المؤتمرات والندوات الخاصة بالرواية – يتبين لنا أن لكل منهجه المتميز عن غيره.

ولعل من المفيد أن نشير إلى تجربة احد ألأساتذة المعروفين في هذا المجال ممن عهد إليه تدريس منهج الكتابة الإبداعية في الجامعات، حيث يقول: قمت قبل ثماني سنوات بتدريس مادة الكتابة الإبداعية في إحدى الكليات بولاية فرجينيا، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن تدريس المادة.. ولم يقتصر الأمر على ذلك.. بل يتحتم عدم القيام تدريسها.. إذ أن الكتابة الإبداعية عملية شاقة كالصعود إلى أعلى التل حيث يتساقط الضعفاء بينما يواصل الأقوياء بتؤدة كي يصبحوا كتاباً جيدين، ثم يخلص من ذلك كله إلى القول: لقد تبين لي أن المشكلة هي أن أعلم الكاتب أن يسأل نفسه الأسئلة المناسبة ومن ثم أقدم له تلميحات تساعده على كيفية إيجاد الجواب، فالكتابة الإبداعية ليست سراً مقدساً بل إنها أساساً موهبة حل المشكلات، فعلى الكاتب أن يجد الحلول لعدد من المشكلات الفنية البحتة: من أين يبدأ وماذا عليه أن يذكر وماذا عليه أن يترك؟ إن معظم مناهج الكتابة الإبداعية تكرس جزءا كبيراً من الوقت لهذه المشكلات الفنية. غير أن ذلك يترك المشكلة الحقيقية: ألا وهي المشكلة الكائنة في صلب الرواية دون حل، ولا بد أن تبدأ الكتابة الإبداعية بهذا النمط الآخر من المشكلة.
ولابد لكاتب الرواية من أن يعي أن الهدف من الرواية تقديم وعي مستوعب للواقع – والحياة، وأن الرواية – كما يقول العدد من المنظرين لها – معادلة للتجربة، وهي شكل من أشكال التجربة الفكرية التي تدرك التعقيد الهائل المثير للعالم، ولهذا لابد من الاستعداد الدؤوب لكتابة الرواية، من هنا كان كتاب الرواية يبدأون عادة بالقصة القصيرة.


نصائح إلى كتاب الرواية


من أهم الكتب التي تناولت موضوع الكتابة الروائية كتاب: (فن كتابة الرواية) لديان دوات فاير وهي كاتبة روائية معروفة تدرس فنون الكتابة في الجامعات والمعاهد، وفيما يلي أهم النصائح التي وردت في هذا الكتاب لمؤلفي الروايات:

أولاً: فيما يتعلق بالفكرة الأساسية فإنها تبدأ بمشهد بسيط عليك أن تطوره، فالإحساس العميق بجوهر الفكرة يؤدي إلى بناء رواية متميزة, يقول الكاتب الروائي تولستوي "على المرء أن يكتب فقط حينما يترك قطعة من لحمه في المحبرة في كل مرة يغطس قلمه فيها" أي حينما يشعر بعمق شعوراً حقيقياً.
ثانياً: فيما يتعلق بوجهة النظر فإن هناك عدة أساليب يمكن سرد الأحداث من خلالها، ولكل أسلوب مزاياه الخاصة فهناك الرواية بضمير الغائب ومزية هذا الأسلوب القدرة على ملاحظة الشخصيات ملاحظة موضوعية، وهناك الرواية بضمير المتكلم ، وهي مناسبة للبوح والاعتراف، وهناك أسلوب الروائي الذي يسرد القصة من قبل الشخص الأول بواسطة شخص لا يرتبط بالحدث بشكل وثيق، فمثلاً قد يصف رجل هادئ حياة ابن أخيه العاصفة.
ثالثاً: أما التصميم فيختلف من شخص لآخر إذ قد يعتمد على الذهن، وهناك من يعتمد على العقل الباطن بواسطة التأمل، فعلى الروائي أن يختار الطريقة التي تناسبه أما عن الحجم فتقول الكاتبة أن 70 - 80 ألف كلمة هو المعدل الجيد للرواية.

وتصميم كل فصل على حده غاية في الأهمية حتى لا تختلط الأمور في ذهن الكاتب وترى الكاتبة أن الرواية يجب أن تكون منسابة منذ البداية مثل رحلة من الاكتشافات مليئة بالمفاجآت، وهي تقول: أشرع بالكتابة ولا تتخوف منها، فإذا لبثت عند مرحلة التصميم أكثر من مما ينبغي فإنك قد لا تبدأ كتابتك على الإطلاق.

رابعاً: إن اختيار الأماكن يعتمد على نوعية الشخوص، فالمشهد يجب أن يصمم بحيث يثير مشاعر معينة كالرعب أو الغموض أو الوحدة أو السلام أو العنف أو الحزن، فالمكان يثير الانطباعات، وهذه الانطباعات ينبغي أن تكون بصرية، فيجب أن يطوّر الروائي طاقة التصوير لديه، ليس هناك قواعد ثابتة تتعلق بأنواع الأمكنة فقد تقع جميع الحوادث في غرفة واحدة، وتقول الكاتبة ( أنصحك بألا تقلق حول ذلك، وما عليك إلا أن تدع قصتك تأخذ مكانها الطبيعي وتركز على الكتابة بمهارة ودقة).
خامساً: أما فيما يتعلق بالشخوص فإنها تنقل قول الكاتب جون ماستر (إن مهمة الكاتب الروائي أن يصف الناس على حقيقتهم) فأفضل طريقة وفقاً لهذه المقولة – هو ابتكار شخصية روائية كاملة بكل كيانها بحيث تكون معروفة لديك معرفة تامة، ويكون كل فعل من أفعاله قائماً على الصيغة أو الأساس الذي رسمته بنفسك، "امسك شخصيتك بعنان رخوا وامنحها الحرية إلى حد وعليك أن تمسك بالزمام في الوقت الذي تسمح فيه لشخوصك الروائية بالسلوك وفق ما كنت رسمت لهم".
سادساً: فيما يتعلق بالحوار عليك أن تشذب وتحرر أحاديث شخوصك وتوجهها نحو ماهو أساس في حركة القصة إن كل سطر من الحوار يجب أن يفصل بدقة على قدر الشخص المقصود.
سابعاً: تحتاج الكتابة الروائية المنظمة إلى ساعة واحدة في اليوم على الأقل، وثلاث ساعات قد تكون أفضل، وعليك أن تحدد مقدار الوقت الذي تستطيع توفيره كل يوم على أن تلتزم بأقصى درجات الانضباط، وحين تشعر بالنشاط اكتب مادة جديدة ودع المراجعة إلى وقت آخر، وعليك حين تترك الكتابة معرفة النقطة التي ستعقب ما وصلت إليه، وحينما تفرغ من كتابة أحد الفصول استطلع الآراء الصادقة لزملائك من الكتاب، ولكن إياك أن تسمح لنفسك باليأس أو التشجيع بسبب ملاحظات أصدقائك غير المختصين، واختر المكان المناسب وزوّده باحتياجاتك.

ثامناً: ابدأ روايتك تماماً عند مشهد كبير فربما لاتصل ذروتها إلا في الفصل الثاني، ولكن يجب أن تجتذب القارئ بسرعة إلى المجرى الرئيسي للقصة لكي يتحسس التطورات الهامة المتوقعة، حاول أن ترتب نوعاً من الصدام في الفصل الأول على أن تكون هذه المواجهة الصدامية بين الشخصيات وثيقة الارتباط بالفكرة والحبكة الروائية وإياك أن تبدأ بمشهد لا يرتبط ارتباطاً عميقاً بالرواية بكاملها، وقد تضطر إلى إعادة كتابة الفصل الأول حين يكمل الكتاب فلا بأس من ذلك.
تاسعاً: تنشأ الحبكة من الشخوص والصراع، فإذا كانت الشخصية الرئيسية تواجه مشكلة كبيرة في البداية فإنها ستؤسس بناء للتعرف على طبيعة تكوينها، فالتوترات الناجمة عن ذلك ستؤدي إلى تطور قصة جيدة، وحاول أن تجعل شخوصك في موقف محير بحيث ينتقلون إلى موقف أكثر حيرة، وهذا هو التطور الدرامي الذي يصنع الحبكة ، إن الحبكة بالنسبة للعديد من الكتاب المبتدئين تعتبر مشكلة عويصة، ولكن إذا فكرت ملياً بفكرتك الرئيسية وعرفت شخوصك وعملت من مشهد لآخر فإنك ستجد الحدث يتطور بسهولة.
عاشراً: تشبه الكاتبة الرواية بشجرة فيكون الجذع بمثابة العمود الفقري للقصة التي تبلغ ذروتها عند أعلى الأغصان، أما الأغصان الجانبية فهي الحبكات الثانوية، ولذلك فإن الشكل يفقد تناسقه إذا ما أصبح أحدها طويلاً أو كثيفاً، الأوراق والثمار هي التفصيلات التي تعطي الضوء والظل واللون، وإذا نما أحد الأغصان أكثر مما يجب عليك أن تشذبه،
من هنا كانت عناصر البناء الأساسية في الرواية:
أ‌- التناسق – إذ يجب أن تزال الأشياء الزائدة وتنقل الكاتبة عن هتشكوك قوله "الدراما تشبه الحياة الواقعية التي أزيلت منها الأجزاء المعتمة" ، فحاذر أن يغريك الوصف أو الوقائع التي لا لزوم لها.

ب‌- الموازنة بين فترات الهدوء والمواقف الدرامية، فلحظات الهدوء الكبرى يجب أن تعد بتطورات مهمة غير معروفة أعط القارئ أكثر مما يتوقع.

ج- مسرحة الموقف ، فقد يكون الموقف غير متوقع تماماً ولكنه سيكون مقنعاً إذا
كنت قد مهدت السبيل إليه، والمسرحة تعني تحويل المشهد إلى شئ حي
مرئي.

د- التشويق ، وهذا يتحقق إذا كانت القصة تتكشف تدريجياً بحيث تنشأ كل فقرة
من التي سبقتها، تجنب القفزات الكبيرة في الزمان والمكان، وتجنب الإفراط
في التوضيح، وحاول قدر الإمكان تقديم الوصف مع السرد، وحين تقدم
شخوصك اكشف عن سماتهم الواضحة في البداية.

هـ- الختام: إذا قلت ما أردت أن تقوله وحكيت قصتك وأحكمت نهايتها وأوجدت
الحل للمشكلة التي أربكت شخصيتك الرئيسية يكون الوقت قد حان لإنهاء
الرواية، تجنب النهايات التقليدية ويمكنك أن تعيد قراءة روايتك قبل أن تنهيها
لشد مفاصلها الرئيسي وإحكام بنائها وإنهائها بقوة.

حادي عشر: أن أهم شئ في الأسلوب هو التلقائية، والمشكلة كيف يشذب المرء عمله ويصوغه دون أن يفقد الحيوية الأولى التي هي غالية جداً، وتبعث السرور في النفس ، وتقول المؤلفة: نصيحتي هي أن تكتب بكل طاقتك أول ما يسنح لك ذلك ثم تعود فيما بعد لتشذيب المادة الفضفاضة بعزيمة لا تكل، وهناك شعار مشهور "لا تستعمل أبداً كلمة طويلة حين تكون هناك كلمة صغيرة تؤدي دورها"، وإياك أن تستعمل كلمة قصيرة تكون الكلمة الطويلة أفضل منها، وتأكد من أن كتابتك منسجمة في جميع الرواية وأنك اخترت أسلوبك الخاص بك ولا تقلد مؤلفاً آخر، تجنب التعميمات قدر الإمكان.
ثاني عشر: نقح مسودتك بإسقاط المادة الفضفاضة وتوسع في الكتابة إذا كان ذلك ضرورياً لإعطاء المزيد من الوضوح، أعد ترتيب المشاهد والفصول إذا كان ذلك ضرورياً، تأكد من جميع الحقائق، وتأكد من علامات الوقف والترقيم، أعد المسودة عدة مرات ولا تتردد.
ثالث عشر- العنوان: يعبر العنوان عادة عن الفكرة الرئيسية ، لذلك أكتب قائمة بكل الكلمات الرئيسية التي تراود ذهنك ثم قلبها إلى أن تجد المجموعة الصحيحة، وقد يكون العنوان اسم الشخصية الرئيسية وقد يكون اسم المكان وقد يكون عبارة دارجة.

الثلاثاء، 27 يناير 2015

تحميل كتاب “في بلد الولاد” لـ مصطفى فتحي

تحميل كتاب “في بلد الولاد” لـ مصطفى فتحي

تدور أحداث الكتاب حول “عصام” الشاب المثلي جنسياً
لتحميل الكتاب اضغط على السطر التالي:

كيف تكتب رواية في 100 يومٍ أو أقل؟

 

 

كيف تكتب رواية في 100 يومٍ أو أقل؟

دليل مهم جدا للزميل محمد عبد النبي.. مفيد لكل من يحلم بأن يكتب رواية
جون كوين … ترجمة: محمد عبد النبي
مقدمة المترجم:
لا بدّ أن عنوان هذا الكتيب سيكون مُضحكاً للكثيرين، فالواحد لا يتصور أن بوسعه كتابة رواية خلال مئة يوم أو أقل كما يشير العنوان. والحقيقة أن الكتاب يحوي مئة وواحد نصيحة صغيرة، تتعلق بجوانب مختلفة من عملية الكتابة السردية وخصوصاً الروائية، بعضها أمثلة تستحق الاحتذاء أو مقولات في صميم العملية الإبداعية أو إرشادات ذات طابع عملي خالص. وقد كتب بعضها – وجمع جمعها الآخر –  جون كوين وهو كاتب ُمتخصص في روايات الرعب أو تلك التي تدور حول لعبة الجولف التي يعشقها، وقد بدأ حياته المهنية مساعداً للاعبي الجولف في أحد النوادي وهو ابن العاشرة. وقد ألف أكثر من خمس وعشرين كتاباً بين روائية وغير روائية، بما في ذلك عدد من روايات الرعب ومجموعة قصص قصيرة مختارة.  نشرت النصائح مرتبة بترتيب الأيام على أحد المواقع المعنية بهموم الكتابة والتي يشارك جون كوين في تحريرها. وإذا ما استبعدنا ما يثيره عنوان هذه الكتيب وتوجهه من دهشة أو تهكم،
فما أحوجنا في العالم العربي إلى هذه النوعية البسيطة من الكتابات الموجهة للمُبتدئين أو للكتّاب الشباب أو الروائيين بالإمكانية لا بالفعل. فطالما كتبنا وقرأنا عن تاريخ الفنون السردية، نصوصها ونقدها ونظريتها، لكن ما أقل الكتابات المتاحة باللغة العربية حول الكيفية والحرفة والصنعة، ربما نتيجةً لما توارثناه جيلاً بعد جيل من أفكار تكاد تكون غيبية حول دور العبقرية الفردية والموهبة الفطرية، إلي آخر تلك المفاهيم التي تُعوّل على السليقة والفطرة الإبداعية أكثر مما تعوّل على العمل والجهد واكتساب التقنيات والأدوات. لكن ها نحن نشهد يوماً بعد يوم تراجع أغلب تلك الأفكار، ليحل محلها– لدى الشباب خصوصاً – الاعتقاد بضرورة التعلم واكتساب الخبرات بالممارسة والتجريب، ونراهم يبحثون عن مثل تلك النصائح والتوجيهات في الكتب والدراسات القليلة المتاحة، وكذلك بالطبع على مواقع الانترنت التي تكتظ بمثل تلك الصفحات المخصصة لتعليم كل شيء من أول: كيف تصنع قنبلة في منزلك، وليس انتهاءً بكيف تكتب رواية في مئة يوم أو أقل. وجون كوين هنا لا يفعل – أغلب الوقت – إلا أن يجمع النصائح والإرشادات من هنا وهناك، مُستلهما تجارب وأقوال أساتذة الصنعة الكبار. وربما وجد القارئ الخبير بفن الرواية وبكتابتها بعض نصائحه أموراً بديهية من العبث تكرارها أو التأكيد عليها،  إلا أن هذه النصائح ذاتها قد تكون مجهولة تماماً لدى آخرين.  وأخيراً فإن بعض الأيام – وخصوصاً آخر 15 يوماً – ستبدو أكثر ارتباطاً بنظام النشر في العالم الغربي، حيث يتوجب على كل كاتب أن يجد له وكيلًا أدبياً يمثله أمام دور النشر لكي يستطيع التفرغ للكتابة وترك هموم المال والمساومات لهذا الوكيل. وإن لم ننتفع كثيراً بتلك الإرشادات الأخيرة نظراً لاختلاف آليات النشر لدينا في العالم العربي، فإنها على الأقل قد تساهم في تطوير مواقفنا من آليات صناعة الكتاب وعالم النشر، إلى جانب تعريفنا بما يحدث هناك على الجانب الآخر، على سبيل الفضول لا أكثر ولا أقل.
مقدمة المؤلف:
كم من المرات انتهيتَ من قراءة رواية ثم قلت: “كان بوسعي كتابة مثل هذه.” أتعرف شيئاً؟ أنت على حق. إنني أؤمن أننا جميعاً نحمل رواية واحدة على الأقل في عقولنا أو قلوبنا. وقد عبّرت الروائية توني موريسون عن هذا الأمر قائلة: “إذا كان ثمة كتاب تتوق حقاً لقراءته لكنه لم يُوجد بعد، فعليك أن تكتبه بنفسك.” كتابة كتاب ليستْ بالمهمة اليسيرة. وعلى الرغم من ذلك ففي كل يوم يصدر كتابٌ جديد.
في عام 1996 ووفقًا لموقع Books in Print [الذي يرصد كل ما يُنشر بالإنجليزية تقريباً] فقد صدر في طبعة ورقية 1.3 مليون عنواناً. وفي العام نفسه بلغ عدد الكتب الصادرة في الولايات المتحدة فقط 140 ألف كتاب. وهكذا، فلماذا لا يكون كتابك من بينها؟
ما الذي تحتاج إليه؟
أعتقد أنه إذا كان بوسعك أن تكتب جملة إنجليزية بسيطة (فعلى كل حال هكذا كان يكتب إرنست هيمنجواي)، وإذا كنت مُنتبهاً للعالم المحيط بك، وتريد أن تكتب رواية يمكن بيعها – أي أنك ترغب في هذا رغبة حقيقية، وليس مجرد أنك قد تجرب هذا – فيمكنك عندئذٍ القيام بهذا. لا أظن أن أي شخص يمكنه أن يصير كاتباً بحضور ورشة كتابة، أو بقراءة كتابٍ ما، أو حتى بقراءة النصائح التالية. الكتابة تنبع من شيء جواني وذاتي في كل كاتب. ومع ذلك فمن شأن النصائح التالية أن توفر عليك بعض الوقت، أن توجهك نحو الاتجاه الصحيح، وأن تساعدك على كتابة روايتك في 100 يومٍ أو أقل.
أهذا ممكن؟
إنه يؤتي ثماره. فلقد جربته بنفسي مراتٍ عديدة.
أعلم ماذا يعني أن تنتزع ساعة أو ساعتين من نهارك (أو ليلك) من أجل الكتابة. ليس من السهل أن تكتب رواية، وخصوصاً عندما يكون لديك عمل بدوامٍ كامل، وأسرة ومسئوليات، ولكنها مهمة ممكنة مع ذلك. أغلب الكتاب في حقيقة الأمر عليهم أن يمارسوا حياتين بينما كانوا يكتبون روايتهم. ولكن ما أن تنجح في بيع روايتك الأولى فربما تصير عندها في موقع يتيح لك أن تترك وظيفتك وتكرس بقية حياتك للكتابة بدوامٍ كامل.
 لقد فعلها كبار الكتّاب من قبلك
نعم، لديك وظيفة. نعم، لديك أسرة. لكن أياً من الأمرين لم يستطع أن يعيق كبار الكتاب فيما مضى. كان الشاعر والاس ستيفن نائب رئيس شركة تأمين وخبيراً في سوق السندات المالية. كان تي إس إليوت الشاب مصرفياً، وليام كارلوس وليامز كان طبيب أطفال، روبرت فروست كان مربياً للدواجن، هارت كرين كان يحزم علب الحلوى في مستودع أبيه، وكان يكتب له الإعلانات والدعاية، ستيفن كرين كان مراسلاً حربياً، ماريان مور عملت في المكتبة العامة بنيويورك، جيمس ديكي عمل لصالح وكالة دعاية وإعلان، آرشيبالد ماكليش كان مديراً لإدارة الحقائق والأرقام في أثناء الحرب العالمية الثانية.
 الاعتماد على العاطفة الخالصة
ما الذي يصنع كاتباً؟ لعله حدثٌ واحد فقط – حدثٌ يقع في وقت مبكر من العمر ويُشكّل إحساس الدهشة لدي الكاتب ووعيه بذاته.
وخذ مثلاً حالة جوزيه ساراماجو، أول كاتب باللغة البرتغالية يفوز بجائزة نوبل في الآداب. وهو ابن لأب مزارع وأم لا تعرف القراءة والكتابة، تربى في بيت لا توجد فيه كتب، وقد احتاج لنحو أربعين عاماً لينتقل من العمل اليدوي كحدّاد [صانع أقفال] إلى العمل كموظف حكومي إلى أن يصير محرراً في إحدى دور النشر ثم في إحدى الصحف. بلغ الستين قبل أن ينال الاعتراف والتقدير في بلاده وخارجها بروايته بالتازار وبيلموندا.
في طفولته كان يقضي أجازاته مع جديه في قرية اسمها ازينهاجا. حين أصيب جده بالسكتة وأخذوه إلى العاصمة لشبونة ليتلقى العلاج، يتذكر ساراماجو: “ذهب إلى باحة منزله، حيث توجد بضع شجرات، تين وزيتون. وتوجه إلى شجراته واحدة بعد أخرى، يعانقها ويبكي، ويودعها لأنه كان يعلم أنه لن يعود إليها.” يقول ساراماجو:  “أن ترى هذا، أن تعيش هذا دون أن يترك بصمته عليك لبقية عمرك فأنت إذن بلا مشاعر.”
انطلق من عاطفة خالصة. حولّها إلى نثر.
 هيا بنا نبدأ
دُعي [الأديب الأمريكي] سنكلير لويس  ليحاضر أمام مجموعة من الطلاب حول حرفة الكاتب. وقف على رأس الصف وسأل: “كم من الموجودين هنا لديه رغبة جادة في أن يكون كاتباً؟” وارتفع أمامه بحرٌ من الأيادي المشهرة. وعندئذٍ تساءل لويس : “حسنٌ، لماذا لا تعودوا جميعاً إلى بيوتكم لتكتبوا؟” قالها ثم خرج من القاعة.
 وهكذا فقد حان الوقت لكي تنهض إلى الكتابة.
ما يلي هو سجلك اليومي – كل يوم قد يحتوي كلمات للتشجيع، أو النصح، أو الحكمة، أو مهمة عليك القيام بها من أجل أن تضع كتابك على الورق. إنه ما يتوجب عليك عمله خلال المئة يوم القادمة لتكتب روايتك.
كيف تكتب رواية في 100 يوم أو أقل
اليوم 1
قال إي بي وايت، الكاتب الكبير ومحرر النيويوركر، عند تلقيه الميدالية الوطنية للأدب: “ما أسهل أن تخذل الكاتب شجاعته … إنني أعجب بأي شخص يملك الجرأة على كتابة أي شيء على الإطلاق.”
في يومك الأول هذا لكتابة روايتك، تعهد لنفسك أنك ستنجزها للنهاية. هذا أمرٌ حاسم. فبدون هذا الالتزام، قد يكون من الأفضل أن توفر الأقلام والأوراق. وتذكر أن تكتب كثيراً قدر ما تستطيع. فهذا ما يفعله الكتّاب – إنهم يكتبون.
اليوم 2
خصّص وقتاً مُحدداً لتكتب. هذا أمر هام لأنه على مدار فترة كتابة رواية، قد تشعر بفقدان الحماسة والملل والغضب، أو أنك ببساطة قد سئمت الأمر، وحين تبدأ في الشعور بهذا ستكون بحاجة إلى وتيرة مُحددة بوضوح حتى تواصل الكتابة.
أحياناً سيكون عليك أن تغيّر أوقات الكتابة لتعالج متطلبات أخرى في حياتك، ولكن كافح ليكون وقت الكتابة منتظماً قدر ما أمكنك.
ولكن ماذا نقصد بالوقت المحدد؟
على سبيل المثال ساعتان كل صباح ومثلهما في المساء، وثمانٍ ساعات ليومٍ واحد كل نهاية أسبوع. فلتقرّر كم من الوقت ستقضيه في الكتابة أسبوعياً ثم التزم به. كثيرٌ من الروائيين – باعتبار ما سيكون – يخذلون أنفسهم لمجرد أنهم يضعون جدولاً ثم لا يلتزمون به. كن واقعياً عندما تضع خطتك، ومن ثمّ لا تحد عنها بالمرة.
اليوم 3
في الأسبوع الأول، استقر على القصة التي ستكتبها. لعلك لم تعمل على كل جزئية صغيرة، لكنك اليوم سوف تشرع في معالجة الأمر. لن تسوّف – التسويف عدوٌ لك. كان [الرسّام الكبير] ماتيس ينصح تلاميذه قائلاً “إذا أردت أن تكون رساماً فلتمسك عن الكلام.” وقد حان الوقت لكي تتوقف عن مجرد الكلام بشأن كتابة روايتك. ابدأ في التخطيط لها الآن.
اليوم 4
ما نوعية الروايات التي تعجبك؟ ما الذي يجعل عُصارتك تتدفق؟ هل هي لغز جريمة قتل، أم خيال علمي، أم قصة تشويق وإثارة، أم حكاية عاطفية، أم أنها الكتابة الأدبية العامة؟
يَعتبر الكثيرون أن آليس مونرو هي أفضل كاتبة للقصة القصيرة في اللغة الإنجليزية. تبيع كتبها حوالي ثلاثين ألف نسخة سنوياً، وهي من الكاتبات التي يُعجب الأدباء الآخرون بمهاراتها التقنية وصفاء أسلوبها. كما أنها عُرفت بالتركيب المعقد لقصصها. والقصة النموذجية لدى آليس مونرو قد تبدأ في نقطة يعتبرها أغلب الكتاب نهاية مناسبة، ثم تقفز إلى لحظة ما بعد عشر سنوات، ثم تعود من جديد. لكن أهم ما يميّز آليس مونرو – التي تعيش في بلدة صغيرة بجنوب كندا – هو أن قصصها تدور حول الناس العاديين: أسرارهم، ذكرياتهم حول أحداث عنيفة، أشواقهم الجنسية.
فكّر فيما تكتبه انطلاقاً مما يدور حولك، مما تعرفه وتهتم به.
اليوم 5
بصرف النظر عن نوعية الكتاب الذي قررت كتابته، لا توجد غير قاعدة واحدة مهمة وهو أن تكون قصتك ممتعة للغاية. قد تكون مثيرة، أو مخيفة، أو مرحة، أو حزينة – ولكن يجب ألا تُضجر القاريء.
اليوم 6
حلّل وتعلم. اختر رواية مفضلة لديك من النوع الذي ترغب في كتابته وأعد قراءتها، كما لو كانت كتيب يرشدك كيف تصير مليونيراً. ثم أعد قراءتها مجدداً، وقسّم الكتاب لأقسام صغيرة. أعدّ مخططاً بالحدث وارسمه على صفحة ورق كبيرة، وثبتها بدبوس على جدار غرفة مكتبك.
اليوم 7
رغم عدم وجود قواعد بشأن أفكار القصص، فسوف أقدم لكم تحذيراً صغيراً: تناولوا الأفكار الصغيرة. من أسوأ الأخطاء التي قد يبدأ بها روائي العمل على روايته هو الاستعانة بالأفكار الكبيرة في محاولة للتوصل إلى قصة تختزل العالم كله بداخلها، على اعتقاد أنه كلما كانت الفكرة أكبر كانت أفضل. وهذا ليس صحيحاً. فلتكن فكرة قصتك صغيرة ومركزة. انبش في روحك المبدعة عن قصة صغيرة لها مغزى عميق عندك، فكلنا أبناء في عائلة إنسانية واحدة، وإذا أبدعت قصة ذات مغزى عميق بالنسبة لك فغالباً ما ستكون كذلك بالنسبة للآخرين.
اليوم 8
يمكن للمحاكاة أن تؤدي إلى الأصالة. قم بتمارين [كتابة] قصيرة تحاكي فيها أساليب مختلفة. جرّب عشرة أصوات إلى أن تعثر على الصوت الملائم لك. قلّد اليد الواثقة لمُعلم كبير. ولكن تذكر هذا: فلتكتب اعتماداً على تجربتك أنت. كتب جون براين – مؤلف رواية غرفة على السطح: “إذا كان لصوتك أن يُسمع وسط آلاف الأصوات، وإذا كان لاسمك أن يعني شيئاً بين آلاف الأسماء، فسيكون السبب الوحيد هو أنك قدمتَ تجربتك الخاصة صادقاً.”
اليوم 9
لا تخشَ أن تكتب مشاهد أو أجزاء لا تقود إلى أي مكان، ولا تستبعدها لهذا السبب. اتبع نصيحة الكاتبة جوان ديديون. إنها تثبتها بالدبابيس على لوحة، عازمة على الاستعانة بها فيما بعد. تقول إنها وفي مستهل عملها على رواية كتاب الصلاة المشتركة، كتبتْ مشهداً لشخصية شارلوت دوجلاس تذهب فيه إلى المطار. وقد أحبت المشهد الذي لم يزد عن بضع صفحات من النثر، غير أنها لم تستطع أن تجد له موضعاً ملائماً. تقول: “كلما اخترتُ له موضعاً أجده يعيق تقدم السرد؛ وكان يبدو خطأً في كل موضع، غير أنني صمّمت على الاستعانة به.” وأخيراً وجدت له بقعةً مناسبة في منتصف الكتاب. “أحيانا يمكنك أن تفلت من المأزق في منتصف الكتاب.”
اليوم 10
قبل أن نفرغ من مسألة العثور على قصتك، دعني أفند لك كليشيه آخر بخصوص كتابة الرواية، وهو: اكتب فقط عن شيء تعرفه.
لا بّد وأنك سمعت هذا من قبل، وهو كلام فارغ. فمثلا توم كلانسي لم يكن أبداً ضابطاً على غواصة قبل أن يكتبالبحث عن أكتوبر الأحمر . ومن المضمون أن نراهن على أن ريتشارد باش لم يكن نورساً حتى يكتب النورس جوناثان ليفينجسنون.
وبدلاً من أن تكتب عمّا تعرفه يمكنك أن تكتب عمّا تحبه. لا يهم ما هو هذا الشيء، المهم أن تحبه. على سبيل المثال، كان آرثر جولدن، مؤلف رواية مذكرات فتاة جيشا، قد عاش في اليابان وعمل لحساب مجلة تصدر باللغة الإنجليزية في طوكيو حين أتته فكرة كتابه سنة 1982، وفي عام 1986، وبعد أن نال إجازته في الكتابة الإبداعية من جامعة بوسطن، بدأ بعمل أبحاثه حول حياة فتيات الجيشا واكتشف بداخلها “ثقافة فرعية لها قوانينها الغريبة”. اقتضى منه الأمر عشر سنوات والعديد من المسودات قبل أن يبيع الكتاب إلى دار آلفريد آ. نوبف مقابل 250000 دولاراً أمريكياً.
اليوم 11
ما لم تكن مُلماً بروايتك ذاتها، فلتبدأ بالكتابة عمّا تعرفه منها، شيئاً حول المكان أو شخضيات الكتاب. فمن الأسهل كثيراً أن تبدأ العمل على كتابك إذا كنت تكتب عن أشخاص وأماكن وأشياء أنت مُطلع عليها مُسبقاً.
اليوم 12
اختر شخصياتك أولاً، ذلك أن اختيارها أصعب من اختيار إحدى القصص.
عند الكتابة، قد تتغير الحبكة وقد لا تتغير، ولكن الشخصيات سوف تنمو وتكتسب حياتها الخاصة. وإذ تنمو شخصياتك ستتخذ سمات وطبيعة مميزة لها، وكما تعرف أصدقائك المقربين ستعرف أيضاً ما يمكن أن تفعله إحدى الشخصيات في موقف محدد وما لا يمكن أن تفعله.
يقول كاتب روايات الألغاز أوكلاي هال أن على أي كاتب “أن يُنصت لمتطلبات شخصياته، فحين تنبعث إلى الحياة قد تصر على مصيرٍ ما غير ذلك الذي أُعطي لها.”
اليوم 13
جهز رزمة من بطاقات الورق المقوى، مقاس 5 × 7، واكتب اسم كل شخصية أعلى البطاقات.  ثم فكر في الدور الذي ستعلبه كل شخصية في قصتك، وما طبيعة هذا الشخص: السن، التعليم، محل الميلاد، وما إذا كان انفعالياً، مرحاً، بديناً، قبيحاً. ما هي سماته الغريبة؟ هل يغسل يديه 500 مرة يومياً؟ هل يسمع أصواتاً في رأسه؟ هل كان من نوعية الأطفال الذين يحبون تعذيب القطط؟ اكتب هذا كله، اكتب كثيراً حتى تتوصل في نهاية الأمر إلى معرفة تلك الشخصيات معرفة حميمة. كان آلفريد هيتشكوك يكتب مشاهده على بطاقات الورق المقوى، كل مشهد على بطاقة. وكان يقول إنه بهذه الطريقة عندما يحين وقت تصوير الفيلم يكون قد صوّره مسبقاً.
ستكون بعض الشخصيات رئيسية، تدور القصة حولهم؛ وآخرون سيلعبون أدواراً ثانوية، ولكن لا غنى عنهم أيضاً، بما أنه لا بدّ من سبب لوجود كل لاعب في اللعبة. إن كان وجودهم في روايتك بلا سبب فسوف يبطئ من تقدم القصة، والبطء يجلب الملل للقاريء.
اليوم 14
تتم كتابة أغلب الروايات وفقاً لصيغة جاهزة مسبقاً، وخاصةً تلك التي تحقق أفضل المبيعات. على سبيل المثال، جون بالدوين، المؤلف المشارك في رواية الطاعون الحادي عشر: رواية رعب طبي، وضع صيغة بسيطة استعان بها لبناء روايته.
وصيغته المكونة من عشر خطوات هي:
  1. 1.البطل خبير [متخصص في مجالٍ ما].
  2. 2.الشرير خبير [متخصص في مجالٍ ما].
  3. 3.لا بدّ أن نرى كل النذالة والخسة فوف كتف الشرير.
  4. 4.البطل يقف وراءه فريق من الخبراء في مجالات متنوعة.
  5. 5.شخصان أو أكثر من فريقه لا بد أن يطوّروا علاقة حب.
  6. 6.شخصان أو أكثر من فريقه لا بد أن يموتوا.
  7. 7.لا بدّ أن يحوّل الشرير اهتمامه من هدفه الأصلي إلى الفريق نفسه.
  8. 8.لا بدّ أن يظل البطل الخيّر والشرير على قيد الحياة ليتمكنا من الدخول في معركة في التتمة.
  9. 9.لا بدّ من تقديم حالات الموت من وجهة نظر فردية ثم الانطلاق للمجموعة: أي، إياك والقول إن القنبلة انفجرت وصُرع عدد 15 ألف شخص. ابدأ ب “كان جيمي وسوزي يتنزهان في الحديقة العامة مع جدتهما عندما انشقت الأرض.”
  10. 10.إذا عجزت عن التقدم في قصتك، ما عليك إلا أن تقتل شخصاً ما.
هناك المزيد حول الصيغة الجاهزة. حين بدأ إرنست هيمنجواي عمله كمراسل صحافي شاب لجريدة كانساس سيتي ستار، تم تسليمه صفحة بتعليمات الأسلوب عليها أربعة قواعد محددة، وهي:
  • استخدم جملاً قصيرة.
  • استخدم فقرات قصيرة.
  • استخدم لغة حيوية.
  • استخدم صيغ الإثبات، لا النفي أبداً.
وعند سؤال هيمنجواي بعدها بسنوات عن تلك القواعد قال: “كانت تلك هي أفضل قواعد تعلمتها على الإطلاق في مجال الكتابة. ولم أنسها بالمرة. ولا يوجد أحد يمتلك أدنى الموهبة، ويشعر ويكتب بصدق عما يحاول أن يقوله، يمكنه أن يخفق في كتابته إذا ما التزم بتلك القواعد.”
اليوم 15
طوّر شخصياتك وحبكتك جنباً إلى جنب. فلا يمكنك أن تشكل إحداها جيداً بمعزل عن الأخرى. شخصياتك ليسوا مخلوقات خشبية سقطت من السماء مكتملة بفعل السحر. بل هي عناصر لا غنى عنها للدراما التي تخلقها. عليهم أن يفعلوا شيئاً منطقياً أو غير منطقي (وهو ما يعني الحبكة) ليضيفوا إلى القصة وينتقلوا بها نحو ذروتها القصوى. لا تفصل أبداً الشخصيات عن الحبكة.
اليوم 16
على قارئك أن يُصدق أن شخصياتك موجودة أو يمكن أن توجد – ولا بدّ أن تكون جذابة بصورة فريدة. ولا شيء أفضل لتحديد طبيعة شخصياتك من أفعالها، وأهدافها في الحياة. قد يكون الهدف خيراً أو شراً، لا يهم، المهم أن يرى القراء أفعالها وأهدافها، ويؤمن بهم، ويبقى على اهتمامه بهم باستمرار.
لا تكتب قصة تزدحم بآلاف الشخصيات. فلتكن حكايتك عن شخص أو اثنين أو ثلاثة فقط، ولكن لا يمكن نسيانهم، وجميعهم ممتلئون بالأهداف والمقاصد.
اليوم 17
إنك بحاجة إلى بطلٍ قوي. يجد أغلب الكتّاب مشكلة في رسم شخصية بطل أكبر من الحياة، تامة النضج، ومتماسكة.
تذكر أن بطلك هو الشخصية الرئيسية لقصتك. إنه الشخص الذي سيتوحد به قارئك، إنك تريد من القراء أن يولعوا ببطلك. هو – أو هي – صديقك الحميم الجديد.
اليوم 18
اكتشف مَن الذي تحتاج إليهم في قصتك، وماذا يفعلون معاً أو لبعضهم البعض، وما الذي تفعله بهم القصة ذاتها. هل ينجرّون جميعاً في اتجاه واحد؟ أم يمضون في ست اتجاهات مختلفة. اسأل نفسك السؤال الحاسم: أي شيء سيكون أكثر جاذبية للقاريء؟ ذلك هو الاختبار الحاسم لنمو الشخصية وللحبكة. هل سيكون القاريء شغوفاً بهذا؟ هل سيكترث؟
لتحرز نجاحاً في تنمية الشخصية والحبكة، عليك أن تتخذ قرارات صعبة. عليك ألا تأخذك الشفقة بشخصياتك وقصتك. مَن يبقى ومن يُستبعَد؟ ماذا يبقى وماذا يُستبعَد؟
وبصراحة، هذا هو الموضع الذي يتوقف فيه كثيرون ممن يكبتون روايتهم الأولى، فهم لا يستطيعون أن يحسموا اختيارهم. فإن الاحتمالات العديدة تفتن عقولهم، أو تصيبهم بشللٍ تام.
لا تغامر بهذا، كن قاسياً صارماً. جرب خيارات مختلفة بالطبع، ولكن لا بدّ أن تحرّك القصة إلى الأمام حدثاً بعد حدث، جاذباً معك كل شخصية. وكلما تكشّف حدثٌ ما لا بدّ أن يكون لكل شخصية رد فعلها عليه. تماماً كما تجري الأمور في الحياة الواقعية.
إذا صدمت سيارة أحد الأطفال فصرعته في الحال، فإن حياة سائق السيارة تتغير إلى الأبد، وكذلك حياة والدي الطفل، وكذلك حياة أشقائه وشقيقاته وأصدقائه وحتى شرطي المرور وعابري الطريق لحظتها. عليك أن تقرر ما هي تلك التغييرات. عليك أن تقرر. هذه فرصتك لتلعب دور الآلهة – وإذا كنت تنوي أن تكتب سرداً فعليك أن تلعب ذلك الدور. الآلهة تكمن في التفاصيل، الآلهة تقرر مسار الرواية.
اليوم 19
واصل طرح سؤال “لماذا؟” بينما تصل إلى نهاية الأسبوع الثاني من تحديد شخصياتك، سيكون لديك كومة من بطاقات الشخصيات بمقاس 5×7 التي توضح تفاصيل الحياة الخاصة لكل شخصية في قصتك على حدة، نزولاً إلى مقاس خصورهم ولونهم المفضل. كان الروائي فلاديمير نابوكوف [صاحب لوليتا] يؤلّف كل رواياته على بطاقات الورق المقوّى.
اليوم 20
“صوتك” هو صوتك أنت، و”أسلوبك”، هو أسلوبك أنت. لا تحاول أن “تبدو مثل” أحد الكتاب المشاهير. كثيرٌ من الكتاب المبتدئين يشعرون أن عليهم إضافة شيء ما إلى “صوتهم” الخاص على الصفحة المطبوعة. من تكونه على الصفحة هو من تكونه في الحياة، بنفس قدر تمرسك وبنفس قدر خبرتك بالحياة والناس، أو بنفس قدر انعدام التمرس وافتقار الخبرة. لا يهم، واصل الكتابة وواصل استبعاد الأجراء المرتبكة التي تتسلل إلى كتابتك. كن على طبيعتك. فكما كتب الروائي الفرنسي، فرانسوا رينيه دي شاتوبريان: “الكاتب الأصيل ليس هو من يحاكي أي شخص، بل هو من لا يستطيع أي شخص أن يحاكيه.”
اليوم 21
أعدّ مخططاً تقريبياً لأحداث قصتك من الفصل الأول وحتى النهاية.
تقول الروائية كاثرين آن بورتر: “إن لم أعرف نهاية قصتي لما بدأتها.”
اكتب الفقرة الأخيرة من روايتك ثم ضعها في الدرج. وعند نهاية المئة يوم دعنا نر  إلى أي حدّ نجحتَ في الاقتراب من مخيلتك.
اليوم 22
لا تقم بأي شيء – أي شيء بالمرة – في روايتك من ناحية الكتابة الفعلية لها إلا بعد أن تكون قد وضعت حبكتك كاملة على الورق (جنباً إلى جنب الشخصيات ودور كل منها في الرواية).
لا تقع ضحية للقول القديم للمؤلفين: “لقد بدأتُ انطلاقاً من فكرة أساسية وشخصيات قليلة. لم أعلم أبداً إلي أين سأتجه. تركتُ الشخصيات تحكي  الحكاية بدلاً مني.” قد يكون هذا ناجعاً بالنسبة لروائيين متألقين ومُحنكين، لكن أغلبنا بحاجة إلى خارطة طريق واضحة إذا أردنا ألا نتوه بلا أمل نحن وقراؤنا معنا.
اليوم 23
قم بتعليق البطاقات والمخطط التمهيدي الذي أعددته على جدران مكتبك أو الغرفة التي تكتب فيها حتى يمكنك قراءتها بسهولة.
اليوم 24
ما يريده المحررون والقراء هو كتاب مشوّق ومكتوب جيداً، تُحركه دوافع الشخصيات أكثر من الحبكة وله بداية واضحة.
اليوم 25
إنك الآن قد أنجزت:
  1. 1.تعهداً بالمواصلة.
  2. 2.جدول عمل.
  3. 3.فكرة القصة.
  4. 4.مجموعة الشخصيات.
  5. 5.حبكة مفصلة للقصة بكاملها.
  6. 6.وصف موجز لما تدور عنه الرواية.
اليوم 26
حدّد هدفاً لنفسك أن تكتب على الأقل أربع صفحات يومياً. وذلك يعني من 300 إلى 325 كلمة، بالكتابة على سطر دون الآخر. في بعض الأيام لن تكتب أكثر من صفحة واحدة؛ وفي أيام أخرى سوف تكتب 15 صفحة. حاول أن تعمل بمعدل أربع صفحات يومياً على الأقل.
 اليوم 27
إن روايتك هي عمل من صنع الخيال، لكن ذلك لا يعني ألا تكون حقائقك سليمة وصادقة، فلا شيء يُنفر القارئ بقدر ما تنفره حقيقة غير دقيقة، ولا شيء يضفي على قصتك المصداقية مثل الحقائق أو التفاصيل الصحيحة. استعن بالانترنت في بحثك. وانظر كذلك في المجلات والصحف التي صدرت في زمن ومكان روايتك. كان جور فيدال يستعين بالطبعات القديمة من مجلة هاربر بحثاً عن التفاصيل عند كتابة روايات تاريخية.
اليوم 28
مجرد الجديث لا يعتبر حواراً، فالحوار له غرض ومقصد. إنه يدفع القصة للأمام، ويُبقي القارئ منتبهاً وواعياً بالقصة، ويُشعره بأنه في قلب الأحداث. وعلى هذا، فلا تصف الأحداث البعيدة كأنها خبراً على لسان أحدهم، بل ضع القاريء وسط أحداث قصتك مباشرةً وسوف يصبح حوارك عفوياً وطبيعياً. لتكن حوارات قصتك فعالة ونشطة، وتأكد دائماً من أن القاريء يعرف مَن الذي يتحدث.
اليوم 29
تطلع في المرآة واكتب عن الشخص الذي تراه، حاول أن تصف الشخص الذي تراه في المرآة لرجلٍ أو امرأة لم تلتقِ به من قبل أبداً. التزم في فقرة الوصف بعدد كلمات لا يزيد عن 300 كلمة. اجعل هذا “المرء” شخصية في روايتك، سواء كان هو البطل أم الرواي أم أحد الشخصيات الثانوية في الحبكة.
اليوم 30
ذات مرة علق الروائي كيرت فونيجت قائلاً: “إن الموهبة شيء شائع لأقصى حد، أما الأمر النادر فهو الاستعداد لتحمل حياة الكاتب. إنه أقرب إلى رسم ورق حائط باليد لكنيسةٍ عملاقة مثل التشابيلا سيستينا.”
اليوم 31
في وقتٍ مبكر من تخطيطك التزم بوجهة نظر. على هذا النحو يجد القارئ أساساً صلباً للقصة. ما أن تقرر أي شخصياتك ستكون هي الشخصية حاملة وجهة النظر التزم بقرارك هذا. لا تحوّل وجهة النظر. أمّا إذا اخترت تعدد وجهات النظر، فلتعرض قصتك من وجهة نظر شخصية واحدة في كل مرة، لكي  تتحاشى إرباك القارئ.
اليوم 32
احمل دفتر أوراق صغير معك. اشرع في الكتابة بينما تنتظر بداية اجتماع ما. اشرع في الكتابة إذا كنت مسافراً على متن طائرة. اشرع في الكتابة كلما وجدتَ لحظة سانحة. فأنت الفائز بما تكتبه في تلك الأوقات السانحة.
اليوم 33
التشويق من المكوّنات الأساسية للعمل السردي. ونتيجةً له يسأل القراء: تُرى ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ وسوف يواصلون القراءة لاكتشاف الإجابة.
اليوم 34
عندما تستعين بشخصيات لتقدم من خلالها معلومات وأدلة لا تنس اللغة الجسدية للشخصيات. فتلك الإشارات غير اللفظية يمكنها أن تنقل ما تعجز الكلمات عن نقله، واسأل أي عاشقيْن.
اليوم 35
جرب أن تكتب أولاً بيدك، ثم على الكمبيوتر. سوف يمنحك هذا مراجعتين لنثرك قبل أن تبدأ مرحلة التحرير.
اليوم 36
ليكن هدفك أن تبتكر صورة واحدة مدهشة في كل صفحة. على سبيل المثال، حاول أن تحاكي هذه الصورة لشروق الشمس عند البحر بقلم فيليب كابوتو في روايته الرحلة the Voyage :
“ظهر وميضٌ ذهبي في الموضع المفترض للأفق، ثم اندلعت شمسٌ حمراء، مثل رأس طفل ناري يبزغ من رحم السماء الرمادي – الماء يلدُ العنصر النقيض له.”
اليوم 37
لا تسهب وتطنب لمجرد أن التكنولوجيا تتيح لك ذلك. إن أجهزة الكمبيوتر والانترنت جعلت كل شيء أكثر سهولة، من البحث عن معلومات إلى الكتابة والمراجعة والتحرير. واصل التفكير بأشياء صغيرة، فجميعنا نشعر أحياناً أن الأفلام ومُباريات الكرة أطول من اللازم. ماذا عن الكتب؟ سيقول لك الناشرون والمحررون: السياق هو ما يُحدد الطول. تذكر فقط أن [رواية فيتزجيرالد] جاتسبي العظيم طولها حوالي 200  صفحة فقط.
اليوم 38
بدون الوصف لن يتكوّن لدي القارئ إحساس بالمكان والزمان والمزاج النفسي – وجمعيها لا غنى عنها لقصتك. لكن مع وصف أكثر من اللازم سوف تعوّق تقدم قصتك وتصير مملة. ادخل، قدّم التفاصيل قوية التأثير، ثم اخرج من جديد. لا تستغرق في وصفك (أو في بحثك). اخلق عالماً يمكن لشخصياتك فيه أن تحيا وتتنفس، لا أن تقيم في بلادة كأنها نباتات.
اليوم 39
الأفكار، جديدها وفريدها – هذا هو ما يفاجئ قُراءك، ويُشبعهم ويسعدهم. فلتبق بعيداً عن المجرّب والواقعي. اكتب مُستعيناً بالخيال.
اليوم 40
يقول ريك باس، واحد من أصحاب أفضل الأساليب، أن كُتاب السرد – شأنهم شأن البنائين – يلزمهم كلٌ من القوة والدقة لبناء قصة محكمة. يقول: “سيكون عليك أن تضع حجراً فوق الآخر بحيث يتلاءمان معاً، ولكن ستكون بحاجة لعافية لكي تجرّ تلك الأحجار من هنا وهناك.”
اليوم 41
حين كانت شيرلي جاكسن ربة منزل وأم لأربعة صغار وأستاذة في الجامعة، نادراً ما كانت تجد وقتاً للكتابة في أثناء النهار. ومع ذلك فحين جلست إلى مكتبها ليلاً، فإن قصة مثل قصة “اليانصيب” تدفقت منها في مُسودة أولى ممتازة. لماذا؟ لأنها كانت تفكر فيها طوال اليوم. اعتمد على لاوعيك ليتولى المسئولية و”يعالج” الأفكار التي ترد إليك خلال نهارك.
اليوم 42
الشخصيات الجيدة تنمو وتتطور اعتماداً على أمرين بشكل أساسي: أفعالها ومعتقداتها. إننا نكتسب فهماً للأشخاص من خلال ما يفعلونه وما يعتقدونه في الأحداث الدرامية الخاصة بالقصة.
اليوم 43
لاحظ الشاعر [الإيطالي القديم] هوراس في القرن الرابع عشر قبل الميلاد تقريباً أن على الكتّاب محاولة “أن يقولوا فوراً ما يتوجب عليهم قوله فوراً”. بتعبير آخر: أمسك بتلابيب قارئك من جملتك الأول.
اليوم 44
لا تيأس أو تفقد حماستك، واصل الكتابة. وتذكر أن رواية آيرونويد ironweed  الفائزة بجائزة البوليتزر، لمؤلفها وليام كينيدي رفضها 13 ناشر قبل أن يتدخل الكاتب الكبير سول بيلو ويدعمها. وعندما رفض أحد المحررين رواية لورانس جي بيتر The Peter Principle كتب له “ألا يتوقع أية إمكانيات نجاح تجاري في كتاب كهذا.”
اليوم 45
كانت نصيحة أنطون تشيخوف بسيطة بَساطة لافتة: “إذا كان هناك مسدس معلق على الحائط في المشهد الأول من المسرحية، فلا بدّ أن يتم إطلاق رصاصة منه قبل النهاية.” عليك أن “تفحص” العمل كاملاً وفي ذهنك تلك النصيحة واقتطع أي شيء لا يُساهم في اكتمال القصة.
اليوم 46
أن تكتب جيداً ليس بالأمر الهيّن بل هو باهظ الكلفة عاطفياً. الراقصون، على سبيل المثال، يعرفون أن أقدامهم سوف تدمى، وعازفو البيانو يعرفون أنهم سيتدربون حتى يبكون من الألم في أصابعهم. كتابة رواية ليست مثل كتابة رسالة. كتابة رواية أمر مُنهك عقلياً، وأصعب كثيراً من وظيفة بدوامٍ كامل. حين تكتب رواية تعيش الحياة الخاصة بشخصياتك.
اليوم 47
في عام 1979، وفي عمر الثمانين بدأت جيسي بي براون فوفوكس تكتب قصة حياتها. كتبت حكايات بريئة عن ماضيها، حكايات عن جدتها وعمتها البعيدة كلارا التي كانت تمضغ التبغ ويمكنها أن تُسدّد بصقات بحجم كريات الزجاج.
في كل صباح كانت تتوجه إلى مطبخ شقتها البيضاء المكوّنة من غرفتي نوم في مانهاتان، كانساس، حيث ربّت ثمانية أبناء. تجلس إلى طاولة المطبخ ثم تشرع في الكتابة مستعينة بدفاتر القص واللصق القديمة والرسائل والصور الفوتوغرافية. ويوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع، كتبت بخط يدها قصة حياتها، مسجلةً الأحداث المفصلية: المواليد، الوفيات، زيجة واحدة، ثلاثة حروب، فيضان واحد، جنباً إلى جنب الأشياء التي أشعلتْ خيالها، مثل المرة الأولى التي رأت فيها لورانس ويلك. وبعد أن أتمت حكي أحداث حياتها، بدأت تكتب عن العالم الذي لم تتحدث عنه قط: مشاعرها وأفكارها.
كتبت جيسي لي هذا كله على يد مُعلم هو تشارلي كيمبثورن، في برنامجه لسنوات الحصاد، وهو برنامج مخصص لكبار السن. طبعت الكلية المحلية لها كتاباتها بعنوان حياة جيسي لي براون من الميلاد حتى سن الثمانين، في ثلاثين نسخة فقط تم توزيعها على الأسرة والأصدقاء. كان هذا قبل عشرين عاماً، أما الآن فإن الأسرة والأصدقاء والغرباء مازال بمقدورهم قراءة كتابها ذي المئتي وثمانية صفحة، بعنوان Any Given Day  أي يوم متاح: حياة وأزمنة جيسي بي براون فوفوكس: ذكريات لأمريكا القرن العشرين [مطبوعات دار بروكس، 1997].
منذ أن كتبتْ كتاب مذكراتها الأول، أنجزت جيسي لي كتابين آخرين، أحدثهما هو ثرثرات جدة حول هذا وذاكGranny’s Ramblings of This and That Two، وتمت طباعته في 1993. في ذلك العام كتبت رسالة إلى المعلم الذي شجّعها على حكي قصتها، كتبت: “شكراً لك كل الشكر لأنك لم تفقد الأمل فيّ. أنا لستُ كاتبة، غير أن مجهودي الضئيل صنع اختلافاً هائلاً في حياتي.”
إن لم تكن جيسي لي براون كاتبة، فمن يكون؟ إن حياة كل شخص هي كتاب. لقد حكت جيسي لي قصتها. واشترتْ وارنر [شركة الإنتاج السينمائي] قصتها مقابل مليون دولاراً.
اليوم 48
المثابرة هي كلمة السر. قال الروائي هارلان إليسون ذات مرة إذا كان بمقدور أي شخص أن يمنعك من أن تكون كاتباً فلن تكون كاتباً.
اليوم 49
ترى الكاتبة الموهوبة جو- آن مابسون، التي صدر لها نصف دستة روايات، أن الكاتب بحاجة إلى هواية جسدية. “شيء يأخذك بعيداً عن الكتب والنقاد، لأن من شأن هذا أن يعلمك وأن يُلهمك الكثير، ويغير من طبيعة كتابتك.”
اليوم 50
حين تحدث الشاعر والروائي جيمس ديكي إلى طلابه قرب نهاية حياته قال: “لا أقصد أن أروّج للشاعر كل هذا الوقت، ولكنني أفعل هذا أساساً لأن العالم لا يقدّر الشاعر كثيراً. إنهم لا يفهمون الموضع الذي أتينا منه. لا يفهمون جدوانا، لا يفهمون إن كانت ثمة جدوى من الأساس. إننا سادة السر الأعظم، وليس هم. ليس هم. فلتتذكروا ذلك حين تكتبون.”
اليوم 51
عاش أغلب الكتّاب طفولة غير سعيدة. كان دين كونتز على سبيل المثال هو الطفل الوحيد لأمٍ واهنة جسدياً وأب عنيف ومدمن خمور والذي حاول الانتحار مرتين وفي نهاية الأمر أودع في إحدى مؤسسات الرعاية. أثارت هذه الطفولة الرهيبة شغفاً بالكُتب في نفس كونتز.
تنبع إحدى أولى ذكرياته من الفترة التي أودعت فيها أمه المستشفى لشهور عديدة. وفي عمر الثالثة أو الرابعة، كان كونتز يقيم لدى إحدى صديقاتها والتي كانت كل ليلة تضع الطفل الصغير في الفراش وتقدم له الآيس كريم وتقرأ له كتاباً. ربط كونتز أحاسيس الأمان والسعادة تلك بحكي الحكايات وقد بقيت هذه الصلة معه.
قرأ كونتز رواية كينيث جراهام الريح في الصفصاف خمسين مرة على الأقل، مستمتعاً بموضوعها حول “الأصدقاء الذين يبقون معاً للتغلب على الأشرار”. اعتمد كونتز على الكتب في سن التاسعة لتُظهر له أنه ليست جميع الأسر كأسرته.
يقول كونتز: “لقد نشأتُ كطفلٍ ناضج لأب مدمن للكحول.” أما اليوم فهو يعمل ستة أيام أسبوعياً، ويصل لمكتبه في السابعة والنصف صباحاً. يكتب حتى وقت العشاء، ولا يخرج للغداء.
ولكن ماذا عساه أن يصنع من لم يعش طفولة بائسة؟ قال إرنست هيمنجواي ذات مرة إنه لا بدّ أن يكون للكتّاب طفولة فظيعة، أو على الأقل أن يعتقدوا أن طفولتهم كانت كذلك.
اليوم 52
قال إف. سكوت فيتزجيرالد: “الشخصية هي الفعل.”
الشخصيات لا تتحرك في الفراغ، فغالباً ما ترتبط أفعالهم بأشخاص آخرين، ومن تلك التفاعلات فيما بينهم تتكوّن المشاهد. إن المشاهد التامة، وأنصاف المشاهد، والفقرات السردية هي أحجار البناء التي نشيد منها خط القصة الموّحَد.
اليوم 53
خلال تصوير فيلم “Friendly Persuasion” – عن رواية للكاتب جيزامين ويست، يتذكر ويست مخرج الفيلم وليام وايلر وهو يقول: ” علينا أن نضيف مزيداً من إثارة التوقعات هنا، هل سيفعل البطل هذا أم ذاك؟ وهل سيفعله أم لا؟”. وويست ككاتب لم يكن يميل لأن يقدم ما فيه الكفاية من ذلك التوتر، وهو الشيء الذي يريده القراء بشدّة.
اليوم 54
اذهب إلى المكتبة العامة وتصفح كتباً تدور حول الطعام وأعمال الحدائق والبستنة. إن مؤلفي تلك الكتب يصفون الروائح والمذاقات والملامس، وحتى الأصوات بأدق تفاصيلها. عند الكتابة اذكر على الدوام إحساسات الروائح والملمس. الوصف الجيد يعتني بكل الحواس.
اليوم 55
اختر تفاصيلك باعتناء، فكما قال مارك توين: “استخدم الكلمة المناسبة، وليس بنت عمها.” تذكر أن الأفعال هي أقوى الأجزاء في أي جملة. وكما عبرّت ريتا مي براون عن الأمر: “الأفعال هي الريح التي تحملك على الطريق السريع.”
اليوم 56
في كتابهما عناصر الأسلوب يشير كلٌ من سترانك ووايت إلى: “إذا كان على هؤلاء الذين درسوا  الكتابة أن يتفقوا على نقطة واحدة ستكون هذه: الطريقة الأضمن لإثارة القاريء والإمساك بتلابيبه هي أن تكون كتابتك محددة وواضحة وملموسة.”
اليوم 57
خذ عطلة من العمل في روايتك. خذ إجازة ليوم أو لأسبوع. بعد هذه الفترة سترى عملك بعينٍ جديدة.
اليوم 58
تذكر أن الروايات قد تكون حبكتها خفيفة وقد يكون أسلوبها هشاً، لكن الشيء الوحيد الذي يمكنه إنقاذ أي كتاب واكتساب تعاطف القراء هو شخصيات [واقعية] من لحم ودم، ذات صفات ودوافع يمكن أن تُصدّق.
اليوم 59
هناك قول مأثور قديم عن الكتابة، يقول: “إياك والإخبار، عليك بالإظهار.”، ومعناه لا تخبرنا عن الغضب، بل أظهره لنا. وعندئذٍ سوف نقرأ ونشعر بالغضب. لا تخبر القارئ بما عليه أن يشعر به، بل أظهر له الشخصيات والموقف، وسوف يصحو بداخله شعور الغضب (أو الأسف، أو الحب، أو النزاهة، أو العدالة، إلخ.).
اليوم 60
إذا كتبت خمس صفحات يومياً على مدى الستين يوماً الماضية، فقد كتبت حوالي 90.000 كلمة. آن أوان إعادة الكتابة وتحرير روايتك.
اليوم 61
لقد كتبتَ ما يقرب من 300 صفحة.
ولكن هل تلك الصفحات تعتبر رواية؟
هل لها بداية ووسط ونهاية؟
أعد قراءة روايتك واسأل نفسك: هل طرحتُ سؤالاً أو قدمت لغزاً، ثم حللته؟
إذا كان بوسعك أن تقدم جواباً مُرضياً لهذا السؤال، فلتمض قُدماً إذن.
اليوم 62
صحح كتابك لغوياً وإملائياً.
اليوم 63
اطبع نسخة ورقية من كتابك.
اليوم 64
ضع الكتاب في مكانٍ آمن واتركه جانباً لأسبوعين.
اليوم 65
الآن وقد ابتعدتَ لفترة عن روايتك، فقد حان الوقت لأن تبدأ عملية تحريرها. قبل أن تبدأ تذكر أن جيمس إن. فري يقول في كتابه كيف تكتب رواية جيدة حقاً How to Write a Damn Good Novel: “فلتعتبر الذروة هي مرمى الهدف وبقية قصتك هي رحلة السهم نحو الهدف.” آن الأوان لتراجع “الرحلة” ذاتها.
اليوم 66
عد أدراجك واقرأ الرواية كاملة من البداية للنهاية، انتبه للسطور والعبارات التي تفتقد للرشاقة، ولكن واصل القراءة. لا تنشغل بإعادة الصياغة، ليس الآن.
اليوم 67
حرّر نصك فقرة بعد أخرى. نظف عظام قصتك من الزوائد. انتقل فصلاً بعد آخر وتخلص من “كل أعزاءك” كما اعتاد وليام فوكنر أن يسمّي النثر الفائض عن الحاجة.
اليوم 68
أعد قراءة صفحاتك – صفحة واحدة في كل مرة – بصوت مسموع، لكي “تسمع” أي جملة مُرتبكة أو تفتقد رشاقة التعبير.
اليوم 69
عد للمراجعة واحذف من كل صفحة مجازاً مبالغاً فيه أو تشبيهاً زائداً عن الحاجة. كما عبر إف. سكوت فيتزجيرالد عن ذلك قائلاً: “لن تندم أبداً على أي شيء تحذفه من كتابٍ لك.”
اليوم 70
من كل فقرة احذف صفة واحدة أو ظرفاً واحداً.
اليوم 71
أعد قراءة روايتك مرة أخرى وفتش فقط عن الكليشيهات [العبارات المأثورة المبتذلة]، واحذف ما يشابه: “بين عشيةٍ وضحاها”، “جميلة مثل صورة”، “عين العقل”، “لا يصح إلا الصحيح”.
اليوم 72
تخلص من كل ما تراه غير ضروري من علامات استفهام وعلامات تعجب وأقواس تنصيص.
اليوم 73
تخلص من الاستخدام الزائد عن الحاجة للمفردات والعبارات الأجنبية، وكذلك من الاستخدام غير الملائم للكلمات الزخرفية، أو اللغة والصور السوقية، أو مشاهد العنف والجنس الموصوفة بأدق تفاصيلها.
اليوم 74
تخلص من كل العبارات غير ذات المعنى أو المصطلحات ذات الرطانة الخاصة بفئة قليلة من الناس، من نوع: وعلاوةٌ على هذا، التشبيك والتفعيل، ينبثق عن ذلك، إلخ.
اليوم 75
اقرأ روايتك وسجلها على شريط ثم شغل الشريط بينما تتابع الصوت مع النص المكتوب. فلتبحث عن مشاهد أخفقتْ في دورها، أو لغة تلفت الانتباه إلى ذاتها أكثر من اللازم. احذف ثم احذف ثم احذف إلى أن تصل إلى لُب الرواية، الجوهر المقطّر الذي تنحصر فيه روايتك. وتذكر “الرحلة” الخاصة بروايتك.
اليوم 76
في فترة إعادة الكتابة هذه، فلتجعل مفتتح روايتك قوياً بقدر ما تستطيع. لا بدّ أن تُظهر الصفحات الأولى القليلة مدى موهبتك. أعد كتابة مشهدك الافتتاحي. وسوف ترى أنك الآن، بعد أن كتبت الرواية، صرت كاتباً أفضل كثيراً مما كنت عليه حين بدأت كتابتها.
اليوم 77
التقط نصف دستة من أعظم الروايات واقرأ فقط الجمل الافتتاحية في كلٍ منها.
اليوم 78
توجه إلى متجر كتب جيد واقرأ الجمل الافتتاحية للروايات الصادرة حديثاً.
اليوم 79
أعد قراءة جملتك الافتتاحية. إلى أي مدى ما زلتَ تراها قوية وحيوية؟
اليوم 80
راجع مخطوطك وتأكد من أنك قدمت لقارئك صورة لشخصياتك في وقتٍ مبكر من القصة. لا يحتاج القارئ لمعرفة كل شيء، لكنه بحاجة لأن يعرف ما هو مهم بدنياً وجسمانياً بالنسبة لكل شخصية. استعن بالحواس الخمس لتضع شخصياتك على الورق.
اليوم 81
إنك بحاجة لمشهد ذروة في نهاية كتابك، مشهد من شأنه أن يحل الصراع.
اليوم 82
أعد قراءة نهايات الروايات المفضلة لديك. إلى أي مدى تناظرها نهاية كتابك؟
اليوم 83
قال كاتب القصة القصيرة ريموند كارفر إنه كان يعرف أنه أنهى إحدى القصص حين يجد نفسه يراجعها ويضيف إليها فصلات، بدلاً من أن يراجعها ليحذف منها فصلات. أهكذا هو الحال معك؟
اليوم 84
اكتب فقرة واحدة وصفاً لروايتك.
اليوم 85
اكتب فقرة واحدة عن نفسك.
اليوم 86
لتقديم كتابك، اتبع التعليمات التالية:
  • قم بطباعة نسخة ورقية منه على ورق أبيض (غير شديد اللمعان) نموذجي الوزن والمقاييس.
  • لا تستخدم ورقاً من المثقوب على جانبه بثلاثة ثقوب.
  • لا تضم الأوراق معاً بأية طريقة.
  • اطبع مستخدماً طابعة ليزر أو إنك-جيت ink-jet – ولا تستخدم طابعة دوت-ماتريكس dot-matrix.
  • استخدم الفونط 12.
  • اترك مسافة سطر بين كل سطرين، وهوامش بمقدار بوصة واحدة على جانبي الصفحات.
  • رقّم الصفحات على التوالي من صفحة العنوان حتى آخر صفحات النص.
  • فلتبدأ كل فصل جديد من منتصف صفحة جديدة.
  • لا تذكر شيئاً عن حفظ الحقوق أو “قانون الملكية الفكرية”، فمن شأن هذا أن يظهرك بمظهر الهاوي.
اليوم 87
اطبع نسخة ورقية من روايتك.
اليوم 88
لا ترسل روايتك إلى أي جهة الآن، فقد حان الوقت لتجد الوكيل المناسب ليمثلك.
اليوم 89
لتبدأ عملية البحث عن وكيل أدبي:
  • راجع صفحات الشكر والتنويه في كتب شبيهة بكتابك بحثاً عن أسماء وكلاء المؤلفين.
  • اطلب من كتّاب آخرين توصياتهم واقتراحاتهم.
  • استعن بالانترنت، وابحث منطلقاً من كلمات مثل: “كاتب”، “تمثيل كاتب”، “وكيل أدبي”.
اليوم 90
اختر بعضاً من الوكلاء وأرسل لهم رسالة تبدأ – بعد الديباجة الضرورية:
   لقد قرأت مؤخراً ____، وهو كتاب رائع، ورأيتُ أنك كنت الوكيل الأدبي ل ____
أو :
الصديق/الزميل ____، الذي تمثله أدبياً، اقترح عليّ اسمك كوكيل أدبي محتمل لكتابي.
أو:
لقد قرأت مقالك في _____ عن مجال إنتاج الكتب، وكنت آمل أن تفكر فيّ كعميل محتمل لك.
ثم:
أضف الفقرة التي كتبتها عن نفسك، ثم أضف الفقرة التي كتبتها حول روايتك.
اليوم 91
في رحلة البحث عن وكيل تذكر أنك ما زلتَ مجهولاً والوكلاء الذين على القمة مثقلون بالعملاء. توجه إلى هؤلاء الذين يشغلون منتصف سلم الوكلاء. وتأكد من أنهم يمثلون نفس نوع الروايات الذي كتبته.
اليوم 92
اكتب تلخيصاً موجزاً لروايتك – فقرة واحدة، ليس أكثر. ليكن تلخيصاً قوياً وحيوياً. يُعد هذا أداة مهمة من أدوات الترويج.
اليوم 93
احصل على فوتوكوبي – أو اطبع ورقياً – أول خمسين صفحة من روايتك. حاول أن تنهِ هذا الجزء عند نقطة تُشوّق من سيقرأ للاطلّاع على المزيد من القصة.
اليوم 94
اشترِ حافظة ورقية متينة ومبطنة بطانة خفيفة. ابحث في متاجر الأدوات المكتبية الكبرى.
اليوم 95
اكتب رسالة موجزة للغاية إلى الوكيل. ضمّن فيها الفقرة الوصفية لروايتك التي كتبتها فيما سبق. وضمّن فيها كذلك الفقرة المختصرة عنك. حاول أن تضفي طابعاً احترافياً، فلا تقل مثلاُ: “لطالما أردتُ أن أكون كاتباً…” أو “أستطيع أن أكتب أفضل من القمامة التي أراها منشورة…”
إذا أرسلتَ مخطوطك إلى أكثر من ناشر في الوقت نفسه فمن الواجب عليك  أن تخبرهم بأن هذا “العرض مقدم إلى آخرين”. وسواءً قرأ أحدُهم النصّ أسرع من الآخر أم لا، فسوف تتلقَ الرد خلال فترة أقصر.
في هذه الحافظة الورقية المتينة والمبطنة ستضع كلاً من: أ) أول خمسين صفحة أو نحو ذلك من روايتك، ب) رسالتك الموجهة إلى الوكيل، وج) مظروف عليه عنوانك وطابع البريد لتلقي الرد من الوكيل. (المظروف يكفي فلن يرد لك تلك الخمسين صفحة من روايتك على كل حال.)
اليوم 96
احصل على حافظة من شركة الطرود حجمها مناسب وضع فيها حافظتك الورقية. لا تسترخص في لحظة الإرسال، حاول أن تكون محترفاً.
اليوم 97
سلّم المخطوط لشركة البريد. احتفظ بالوصل. وسجّل تاريخ الإرسال في أجندتك. لا تتوقع أن تتلقى رداً في غضون شهرين.
اليوم 98
ادعُ نفسك إلى مشروب. وسل نفسك بالتفكير فيمن سيكون بطل فيلم السهرة على قناة الأفلام التي تتابعها.
اليوم 99
تذكر أنه ما زال عليك أن تنتظر شهرين إلا يوماً. إياك والاتصال بالوكيل. إذا مرّ الشهران ولم تتلق رداً، يمكنك عندئذٍ أن ترسل رسالة قصيرة للاستفسار.
 اليوم 100
ذكر نفسك أن الجميع – الجميع!- يتم رفضهم أحياناً. والحكايات الخاصة بذلك لا أول لها ولا آخر. مارجريت ميتشل (ذهب مع الريح)، ودافني دو مورير (ريبيكا)، وجوزيف هيللر (كاتش -22)، وستيفن كينج (أول أربع روايات له)، والقائمة تطول.
اليوم 101
اشرع في العمل على روايتك التالية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد عبد النبى
قاص ومترجم – مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكتيب صدر مع مجلة: الثقافة الجديدة القاهرية – عدد يوليو 2012 م.

اقسام الموقع

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More